سياسة

الإمارات تدخل التاريخ في عامها الخمسين


إنجازات وأهداف استراتيجية وتاريخية وعلمية حققتها الإمارات، وحسمت نجاح مهمتها إلى الكوكب الأحمر، قبل حتى وصول “مسبار الأمل” إلى مداره.

ويترقب العالم المرحلة الحاسمة من الرحلة التاريخية لمسبار الأمل، التي ستحدده مصيره بوصوله إلى مدار الالتقاط لكوكب المريخ عند الساعة 7:42 بتوقيت الإمارات مساء الثلاثاء.

ويعد الدخول لمدار المريخ التحدي الأكبر، خصوصا أن 50 % من البعثات البشرية التي حاولت قبل الإمارات لم تستطع أن تدخل الوصول إلى مداره أو سطحه من أول تجربة فضائية لها.

وفي حال نجاح المهمة، واستطاع مسبار الأمل دخول مدار المريخ ، ستكون الإمارات خامس دولة في تاريخ البشرية تصل إلى الكوكب الأحمر، وثالث دولة في العالم تنجح في الوصول للمريخ من أول تجربة فضائية لها.

ولكن حتى قبيل التأكد من وصول المسبار الإماراتي للمريخ في أول مهمة فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر تقودها دولة عربية، فقد حققت الإمارات إنجازات عديدة حسمت نجاح تلك المهمة حتى قبل أن تكتمل، ترصدها “العين الإخبارية” في التقرير التالي.

أبعد نقطة في الكون
وصلت الإمارات إلى أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم باقترابها من كوكب المريخ من خلال رحلة قطع فيها المسبار مسافة تقترب من 493 مليون كيلومترا في الفضاء على مدى الأشهر السبعة الماضية منذ انطلاقه يوم 20 يوليو/ تموز 2020.

ويبدأ مسبار الأمل، حال نجاحه في دخول مدار الالتقاط حول كوكب المريخ في الموعد المحدد، التحليق في مداره العلمي لبدء مهامه العلمية الهادفة لتوفير بيانات علمية غير مسبوقة ستعادل في حجمه 1000 جيجابايت من المعلومات القيمة عن الغلاف الجوي للكوكب وظروفه الجوية وتغيراته المناخية وطقسه اليومي والفصلي، ليضعها دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وعلمية وبحثية حول العالم.

مصدر إلهام
أضحت الإمارات مصدر إلهام لجميع العرب بتحقيق هذا الإنجاز وحتى قبل وصول المسبار لمداره، قادت الإمارات خلال الفترة الماضية حراك علمي عربي وشاركت في فعاليات علمية عديدة أثرت دراسة التجربة الإماراتية وبحث سبل الاستفادة منها على الصعيد العربي، كما أن الخطوة الإماراتية من شأنها تشجيع الأجيال العربية الناشئة على دراسة علوم الفضاء.

القوى الفضائية الكبرى
نجحت الإمارات في تسجيل اسمها في قائمة القوى الفضائية الكبرى في العالم، وبات العالم أصبح ينظر إليها كقوة صاعدة على المستوى العالمي في المجال الفضائي، بعد إنجازاتها المتتالية على السنوات الماضية في هذا المجال.

توطين الصناعات الفضائية
نجح مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” في وضع حجر أساس لإنشاء صناعة تكنولوجيات الفضاء في الإمارات مستقبلاً، والبدء بتوطين الصناعات الفضائية بكل ما سينتج عن ذلك من تطبيقات تقنية متطورة، تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، ولعل انفراد فريق عمل المسبار بتنفيذ 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، وتصنيع 66 قطعة من مكوناته في الإمارات، واستثمارات الدولة في هذا القطاع بقيمة 22 مليار درهم واحتواء 50 شركة متخصصة في قطاع الفضاء داخل وخارج الدولة، أدلة على بدء ولوج الدولة هذا القطاع بقوة كبيرة.

كما أن نجاح فريق “مسبار الأمل” في خفض ميزانية المشروع، التي تعد الأقل مقارنة بمشروعات مماثلة، والتي لم تتجاوز 200 مليون دولار، وتمثل فقط ثلث التكلفة للمشروعات الأخرى، يعكس المجهودات الضخمة للإمارات في البدء بتوطين الصناعات الفضائية، والدخول فيها خلال السنوات المقبلة بقوة، وتشجيع الدول العربية على الدخول في هذا المجال.

الكفاءات الوطنية
نجحت الإمارات في رفع مستوى كفاءاتها الوطنية في مجال استكشاف الكواكب الأخرى، حيث اتخذت دولة الإمارات منذ بداية التفكير بمشروع “مسبار الأمل” قرارا استشرافيا بأن يتم التخطيط والإدارة والتنفيذ على يد فريق إماراتي، وتأكيداً على ذلك فإنه لم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسية، التي يقوم عليها المشروع من الخارج، بل تم تصميم مكوناته وتصنيعها وتجميعها محلياً على يد خبرات وإمكانات محلية، أما المعرفة التقنية اللازمة لذلك، فقد بدأ تطويرها محلياً من خلال تدريب فريق المشروع من الشباب الإماراتيين عبر الشراكات الإستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية، عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.

الذكرى الخمسين لقيام الاتحاد
تتزامن مهمة مسبار الأمل مع الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدء الاستعداد للخمسين عام القادمة وصولا لمئوية الإمارات 2071 ، الأمر سيكون له أثر ا كبيرا في تسريع تحقيق أهداف الإمارات بالاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في العام 2071.

وتعزز تلك الإنجازات نجاح رؤية 2021، والتي تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، وعاما تلو عام، تتواصل مسيرة الإنجازات بتوجيهات القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، لتؤكد أن نهج “اللامستحيل” الذي تمضي به قيادة الإمارات لا يتوقف عند حد معين، وأن تجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات لصالح الإمارات والعالم العربي والبشرية بشكل عام المهمة المفضلة لـ”عيال زايد”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى