سياسة

الأمريكيون الأرمن يرحبون من دون فرح باعتراف بايدن بالإبادة الجماعية


رحب الأمريكيون الأرمن من دون فرح باعتراف جو بايدن بالإبادة الجماعية، معبرين عن أسفهم لأن الرئيس الأمريكي لم يمارس ضغوطا أكبر على تركيا.

وتظاهر نحو 400 من أفراد الجالية في ساحة واشنطن في حي جرينتش فيليدج، السبت، لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن التي تزامنت مع إعلان الرئيس الأمريكي.

وقالت إيفيت جيفوركيان التي شاركت في مسيرة في مدينة نيويورك لإحياء ذكرى أعمال القتل في حقبة الحرب العالمية الأولى: “إنها خطوة في منتصف الطريق لأنه (بايدن) لم يذكر تركيا”. 

وأضافت جيفوركيان (51 عاما) التي وصلت إلى الولايات المتحدة من إيران في التاسعة من عمرها، مع ذلك إنه “انتصار لكل هذا الوقت الذي كنا نعمل فيه”.

من جهته، قال رئيس الكنيسة الأرمنية الرسولية في شرق الولايات المتحدة أنوشافان تانيليان الذي قاد التجمع: “نحن ممتنون لأن حكومة بلادنا قد أسمعت صوتها أخيرا”. وأضاف: “علينا أن نتحرك لمنع وقوع مذابح أو إبادة جماعية في المستقبل”. 

ورأى مهير جانيان رئيس اللجنة الوطنية الأرمينية في الولايات المتحدة أنه “من جهة هناك اعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن لكن في الوقت نفسه، تمنحهم المعدات وتدعم جيشهم”، متهما البعض والولايات المتحدة ودولا أخرى اعترفت سابقا بالإبادة، بالقيام بلعبة مزدوجة.

لكنه رأى في الوقت نفسها انها مع ذلك “خطوة على طريق المستقبل من أجل تعويضات وعلاقة جيدة مع جيراننا”.

وقُتل بين مليون و1,5 مليون أرميني بين 1915 و1917 خلال الأيام الأخيرة للسلطنة العثمانية التي اشتبهت في أن الأقلية الأرمينية تتآمر مع روسيا الخصم في الحرب العالمية الأولى.

 

وفي نيويورك، كانت الجالية تتركز في قلب مانهاتن لكنها توزعت الآن في جميع أنحاء المنطقة لا سيما في حي بايسايد في بروكلين وشمال شرق نيوجيرزي. وما زال أفرادها يجتمعون كل سنة لإحياء ذكرى المجازر.

وأرمن نيويورك المولودون في تركيا أو أرمينيا أو إيران أو سوريا أو لبنان أو حتى الولايات المتحدة من خلفيات مختلفة ولكن لديهم تاريخ مشترك يبذلون جهودا للحفاظ عليه.

وقد نشأ جميعهم مع ذكرى حوادث 1915 التي نقلها القدامى.

وقال آرام بوين إنه سمع من عائلته عن جد أكبر قطع الجنود العثمانيون رأسه، بينما ذكرت آني تيرفيزيان أن جدتها روت لها كيف تم ذبح والدتها وعمها.

لا ذكر لتركيا

جيفوركيان قالت إنها تتذكر أنه في الولايات المتحدة: “لم يكن الناس يعرفون ماذا حل بالأرمن”.

وأضافت أن المجتمع الدولي تحرك منذ ذلك الحين مشيرة إلى المساهمة التي قدمتها عائلة كارداشيان الأرمينية الأصل التي تطالب كيم أكثر أعضائها شهرة في تلفزيون الواقع، منذ سنوات بالاعتراف بالإبادة الجماعية. 

لكن لم يغب عن المتظاهرين أن بايدن تحدث عن العثمانيين فقط وجميعهم لمسوا السعي إلى إعفاء تركيا ولو جزئيا.

وتركيا حليفة استراتيجية للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي.

إيفيت جيفوركيان قالت بأسف “إنها مجرد خطوة صغيرة لأنه لم يذكر تركيا”.

ولا يرى جميعهم في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدوا فقط بل وريثا نوعا ما للعثمانيين الذين ارتكبوا الإبادة الجماعية، من خلال دعمه لأذربيجان خلال الصراع الأخير مع أرمينيا حول مصير ناغورني قره باغ، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال آرام بوين إن مجرد “اعتذارات بسيطة” قد تكفي لتطبيع العلاقات مع تركيا. وأضاف “انظروا ماذا فعل الأكراد” في إشارة إلى اعتراف جزء من هؤلاء بالدور الذي لعبه افراد هذه القومية في مجازر1915 إلى جانب العثمانيين. 

لكنه أضاف بسرعة أن “تركيا لن تعترف أبدا بالإبادة الجماعية. هذا لن يحدث أبدا”.

والمعركة مستمرة. لكن آني تيرفيزيان تشير إلى مشاركة مجموعات من المراهقين والشباب الذين جاؤوا بالعشرات إلى التجمع رافعين لافتات والعلم الأرمني.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى