اشتباك فوق السحاب.. مقاتلتان تكشفان مستقبل القوة الجوية بين واشنطن وبكين
رغم أنهما مقاتلتان شبحيتان بمحركين، تمتلكان مستشعرات متقدمة وقدرات قتالية بعيدة المدى، فإنهما بُنيتا لمهام مختلفة، وفي بيئات تهديد مختلفة، وبمنطقين متعارضين للسيطرة الجوية.
إنهما المقاتلتان: تشينغدو J-20 ولوكهيد مارتن F-22 رابتور اللتان تمثلان قمّة القوة الجوية الصينية والأمريكية. فكلتاهما من الجيل الخامس، صُمِّمتا لتعكس كل منهما عقيدة جيشها وأولوياته.
وبمقارنة الطائرتين يتكشف ليس فقط الفوارق التقنية، بل أيضًا عمق التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين.
فمن تتفوق على الأخرى؟
يقول موقع «ذا ناشيونال إنترست»، الأمريكي، إنه من الناحية التقنية، ما تزال F-22 الأكثر تفوقًا بين الاثنتين—بل أفضل منصة للقتال جو–جو أُنتجت في التاريخ.
فبفضل محرّكاتها النفاثة ذات الدفع الموجّه، تتمتع F-22 بتسارع لا يُضاهى، وسرعة تتجاوز ماخ 1.7، وقدرات مناورة «فائقة».
كما أن مقطعَها الراداري من بين الأدنى عالميًا، بفضل مخازن الأسلحة الداخلية، ومداخل الهواء المسنّنة، واستخدام المواد المركّبة، فيما يمنحها رادار AN/APG-77 AESA، وهيكل دمج البيانات، ومنظومة الحرب الإلكترونية، وعيًا موقعيًا بالغ الدقة.

في المقابل، فإن J-20 طائرة أكبر، وصُمِّمت لغرض مختلف—تحديدًا للقتال بعيد المدى المعتمد على المستشعرات، لذلك تتفوق الـJ-20 في «الضربة الأولى» من مسافات بعيدة.
واعتمدت النسخ الأولى منها على المحرك الروسي AL-31، لكن الصين بدأت تشغيل المحرك المحلي WS-10C، وتختبر النسخة الأكثر تقدمًا WS-15، ما قد يقلّص الفجوة مع قدرة الـF-22 .
وتجعل «الكاناردز» في مقدمة J-20 بصمتها الرادارية الأمامية أكبر من F-22، لكن الصين عوّضت ذلك بتزويدها بخزانات وقود داخلية أوسع، وصواريخ جو–جو بعيدة المدى، ومنظومة مستشعرات قادرة على العمل في بيئات التشويش الكثيف.
ويحمل الرادار type-1475 AESA، ومنظومة IRST للتتبع الحراري، ومستشعرات موزعة توفر قدرة كشف واسعة للمسافات البعيدة.
مقارنة مخلب بمخلب
F-22 تمتلك أفضلية هائلة على J-20، فعمليًا، تعد F-22 مقاتلة تفوّق جوي هجومية—مصممة لتطهير الأجواء من التهديدات (يفضل قبل أن يكتشفها الخصم أصلًا)، ودعم اختراق القوات المشتركة للمجالات المحظورة. وتتفوق في مهام الهجوم المضاد، والمرافقة، والدفاع الجوي عالي المستوى.
أما J-20 فدورها مختلف: منع التدخل و«منطقة منع الوصول».

وبعبارة أبسط: صُمِّمت J-20 لردع القوات الأمريكية قرب محيط الصين، لذلك جرى ضبط مداها وقدرتها التسليحية لهذا الغرض.
وتشمل مهامها: اعتراض طائرات التزويد الأمريكية وطائرات الاستخبارات من مسافات بعيدة، وحماية الأصول البحرية الصينية، وفرض السيطرة الجوية فوق مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
باختصار:
- F-22 .. صُممت للاختراق.
- J-20 .. صُممت لمنع الاختراق.
وهذا يلخّص الفلسفتين الاستراتيجيتين: الولايات المتحدة تسعى لهيمنة جوية عالمية، بينما تسعى الصين لحرمان الآخرين من الهيمنة إقليميًا.
إذا التقت المقاتلتان في معركة؟
الرأي السائد:
F-22 ستحتفظ بأفضلية حاسمة—حتى اليوم، كونها تتفوق في:
- الشبحية
- المناورة القريبة
- تدريب الطيارين وتكتيكاتهم
- دمج البيانات والاستشعار
لكن J-20 تمتلك مزايا أيضًا، أبرزها:
- التفوق في القتال بعيد المدى
- الكمية العددية الأكبر
- العمل ضمن «مظلة» الدفاع الجوي الصينية A2/AD
لذلك، فإنه في معركة مباشرة، ستحاول J-20 الحفاظ على الاشتباك بعيد المدى، بينما ستحاول F-22 الاقتراب خفية مستغلاً شبحِيّتها ومناورتها للدخول في مدى الاشتباك دون كشف.

وتصبح الكفة متوازنة أكثر إذا وقع الاشتباك قرب الصين، لكن في بيئة محايدة، مواجهة «واحد لواحد»، تبقى F-22 المقاتلة المتفوقة.







