استقالة داود أوغلو تهز أردوغان وتفتح دفتر الإرهاب التركي


أعلن أحمد داود أوغلو استقالته من العدالة والتمية الحاكم في تركيا، الذي شارك في تأسيسه قبل سنوات طويلة، قائلا: تاريخ تحويلي إلى لجنة تأديبية هو تاريخ تخلي العدالة والتنمية عن مبادئه الأساسية، وذلك في مؤتمر صحفي، الجمعة.

خبر استقالة داود أوغلو سيترك، بحسب مراقبين، سيترك تداعيات خطيرة على الحزب وزعميه الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة بعد الحديث عن دفاتر الإرهاب.

وعندما غادر رئاسة الوزراء في 2016 بعد نحو عامين من توليه هذا المنصب تعهّد داوود أوغلو عدم انتقاد أردوغان علناً، لكن شهر أبريل الماضي شهد نقطة تحول في هذا الأمر، حيث خرج أوغلو عن صمته، ووجه انتقادات لاذعة إلى أردوغان وحزبه، قائلا إنهما انحرفا عن أهدافهما، بعدما ألغوا نتائج انتخابات بلدية إسطنبول التي أجريت أواخر مارس، وفاز فيها مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو.

كما انتقد بشدّة القرار الذي صدر في 19 أغسطس وقضى بإقالة رؤساء بلديات ثلاث مدن في شرق البلاد هي ديار بكر وماردين وفان وجميعهم أعضاء في حزب الشعب الديمقراطي المؤيّد للأكراد، وذلك بتهمة ارتباطهم بناشطين أكراد.

وفي تصريحات صحفية قبل أيام قليلة، قال داود أوغلو إن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس..إنني أقول لكم الحقيقة، ردا على اتهام أردوغان له بالخيانة والعمل مع قوى خارجية، وهي القطرة التي أفاضت الكأس بين الرجلين.

وأضاف أن الفترة من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015، تعد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا، حيث عانى حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد في هذه الفترة من الهجمات الإرهابية، ويقول الحزب إن 370 مكتبا للحزب تعرض للحرق والتفجير.

لكن أخطر الهجمات التي وقعت في هذه الفترة، التفجيرات الإرهابية التي بدأت في ديار بكر أولا ثم امتدت إلى أنقرة وإسطنبول، وقتل في التفجير الذي وقع في إسطنبول أكثر من 100 قتيل.

ويبدو أن حديث داود اوغلو عن دفاتر الإرهاب أزعج أروغان كثيرا فسارع إلى محاصرته في الحزب، الذي أصبح داود أوغلو ينتمي إليه نظريا في السنوات الأخيرة.

ولم يكشف زعيم حزب العدالة والتنمية المستقيل تفاصيل كثيرة عن دفاتر الإرهاب لكن إذا كشف عن بعضها فسيشكل ذلك ضربة قوية لأردوغان.

وتأتي خطوة أحمد داود أوغلو بالاستقالة من الحزب الحاكم، بعد أيام من إعلان نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، وهو أحد مؤسسي الحزب أيضا أنه سيشكل حزبا سياسيا جديدا قبل نهاية العام الجاري، مؤكدا بذلك التقارير التي تحدثت عن نيته إطلاق حزب سياسي، بعد استقالته من العدالة والتنمية في يوليو الماضي.

إذن، سيواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وزعيمه أردوغان خلال الفترة المقبلة حزبين، يقودهما اثنان من السياسيين المحنكين الذين خرجا من رحم الحزب الحاكم، وهذا سيعصف بالحزب في أي انتخابات مقبلة، وسط حديث عن احتمال إجرائها بشكل مبكر.

وذكرت وسائل إعلام المعارضة التركية أن مليون منتسب لحزب العدالة والتنمية سحبوا عضويتهم من الحزب الحاكم خلال العام الأخير.

ونقلت سكاي نيوز عربية عن المحلل السياسي، مصطفى أزوغان، قوله إن حزب أردوغان يتأرجح بشكل حرج، بمعنى أنه يمكن أن يخسر الانتخابات المقبلة بفارق 1 في المئة فقط، سواء في انتخابات رئاسة أو أي انتخابات أخرى، مضيفا أنه يتوقع أن يخسر الحزب في الانتخابات المقبلة بفارق أكثر من واحد في المئة، لأن الحزب ينزف.

ومن جهته، قال الكاتب والباحث السياسي، جواد غوك إن مخاوف أردوغان من علي باباجان أكثر من مخاوفه من أكرم إمام أوغلو، لأن الأول خرج من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومتخصص في الاقتصاد، وكان ناجحا فيه، مضيفا أنه في حال تقديم باباجان برامج اقتصادية في الانتخابات التركية تقنع المواطنين الأتراك، فقد ينجح في نيل حصة جيدة في الانتخابات، بحسب سكاي نيوز عربية.

Exit mobile version