استعدادا للانتخابات.. إخوان ليبيا يغيرون جلدتهم ويتحولون لجمعية
في خطوة واضحة للتهرب من السمعة السيئة التي طالتهم على مدار السنين، قررت جماعة الإخوان المسلمين المتواجدة في ليبيا تحت مُسمى العدالة والبناء، قبل حوالي شهرين، حل نفسها وتحولها إلى جمعية باسم الإحياء والتجديد، زاعمة أن السبب وراء هذا التغيير هو تكثيف الجهود للتحضير للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل.
وقالت الجماعة في بيانها حينها الجماعة أنها تعرضت خلال العشر سنوات التي تلت الإطاحة بالعقيد معمر القذافي إلى التشويه والتزوير بغية إقصائها عن مجتمعها، ونشر ظلال الشك حول أهدافها النبيلة وفق قولها.
هذا القرار يأتي للتحضير للخوض في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة فكيف للفكر العقائدي الإخواني أن يتحول من جماعة عقائدية إلى جمعية، والخوف كل الخوف أن تدَّعي لاحقاً بأنها جمعية خيرية تعمل لخير ليبيا والليبيين، في حال لم يفلح معها القناع الحضاري الذي تحدثت عنه في بيانها.
نهج وتحركات جماعة الإخوان المسلمين، التي انبثق منها تنظيمي القاعدة وداعش، يكشف بكل بساطة أهداف هذا التغيير الخارجي في المُسمى، حيث يرى عدد من المحللين السياسيين أن اسم الجماعة أصبح عبئاً بعد تصنيفها في معظم الدول العربية كجماعة إرهابية، وان الجماعة تسعى لنفض عباءتها والادعاء بتمسكهم بهويتهم الليبية. هذه الخطوة هي مناورة من تنظيم الإخوان لإثبات وجوده، بهدف التلاعب بعقول الناس والوصول إلى أهدافه بدعم دولي.
ولا يخفى على أحد أن التنظيم الإخواني منذ نشأته وهو يتبع سياسة التلون حسب الحيثيات السياسية والاجتماعية في البيئة التي تحتضنه. الأمر الذي أكده أحد أعضاء الجمعية بنفسه. حيث نفى عضو مجلس إدارة جمعية الإحياء والتجديد عمر الوحيشي، حل الجماعة بشكل قطعي وأن هذه الخطوة هي مجرد تغيير شكلي مع الحفاظ التام على معتقدات التنظيم داخل الجمعية.
واخيراً، من أحد الأسباب التي دفعت جماعة الإخوان في ليبيا إلى تغيير ثوبها هو تفادي الضغوطات الداخلية والخارجية، بالأخص بعد أن تم تضييق الخناق عليهم في تركيا التي تعتبر الداعم الأكبر للفكر الإخواني، والتقارب الذي حدث ويتطور بين انقرة والقاهرة.
هذا، وانتقد رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد عمر بعيو، بيان جماعة الإخوان في ليبيا بشأن ما وصفه بـ تهديد هيئة الأوقاف، حيث قال في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: يا سبحان الله ..أرأيتم زوراً كهذا الزور، ألم تعلن جماعة الإخوان في ليبيا قبل شهر حل نفسها، وتحولها إلى جمعية مجتمع مدني باسم (جمعية الإحياء والتجديد)، وها هي تنشر أمس باسم الجماعة المنحلّة بيان تهديد ضد هيئة الأوقاف، وتتبرأ من حزبها ومتحزبيها، وتهدد مخالفيها.
ويشار إلى أن ليبيا تعتبر من أوائل الدول التي انتشر فيها الفكر الإخواني منذ أربعينيات القرن الماضي، حينما لجأ إليها ثلاثة مصريين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين، متهمين باغتيال وزير الداخلية المصري محمود فهمي النقراشي آنذاك، ثم بدأوا بنشر فكر الجماعة فيها.