استعدادا لاتساع الحرب.. واشنطن تدرس الافراج عن شحنة قنابل لاسرائيل
قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل الإفراج عن شحنة قنابل زنة 500 رطل تم تعليقها في مايو/أيار على خلفية مخاوف تتعلق بالعملية العسكرية في رفح. موضحا أن الأمر نوقش هذا الأسبوع خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لواشنطن، بالتزامن مع نقاش حول مستقبل الحرب وإمكانية اتساع نطاقها إلى جنوب لبنان.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي وإسرائيلي القول إن الولايات المتحدة تستعد لتسليم قنابل. وأفاد إن مساعدين للرئيس جو بايدن أبلغوا غالانت بأن واشنطن ستواصل تعليق شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل لحين استكمال عملية مراجعة.
وعلق بايدن الشحنة الوحيدة مؤقتا في مايو/ أيار وسط مخاوف من أنها قد تتسبب في سقوط المزيد من القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين في غزة.
ومن المتوقع أن يتم إيصال 1700 قنبلة تزن 500 رطل بعد انتهاء العمليات الإسرائيلية في رفح، والمتوقع اختتامها خلال أسبوعين، وفق ما نقله الموقع عن مسؤول إسرائيلي.
ونوه أن الخطوة ترجح أن الإدارة الأميركية لا تشعر بالقلق إزاء استخدام إسرائيل لتلك القنابل في غزة وأن البيت الأبيض يود تخفيف الاحتقان بين بايدن والداعمين لإسرائيل بعد قراره تجميد الشحنة.
وتقول إسرائيل إنها بحاجة للقنابل في حال توسع النزاع الذي تشهده مع حزب الله في حدودها الشمالية إلى حرب واسعة النطاق.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الإدارة الأميركية لا تزال تراجع جزءا آخر من الشحنة المعلّقة والذي يضم 1800 قنبلة تزن 2000 رطل (907 كلغ).
وخلال الأسبوع الماضي، ظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، في فيديو منتقدا بشكل غير مألوف إيقاف تزويد إسرائيل بالأسلحة، ورد البيت الأبيض مستغربا ما بدر عنه. ونجم عن ذلك “أزمة” أدت إلى إلغاء اجتماع أميركي إسرائيلي استراتيجي هام بشأن إيران، وفق ما نقله أكسيوس، وهو أمر نفاه البيت الأبيض لاحقا.
وذكر أكسيوس في تقرير الأربعاء أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا شحنة الأسلحة المعلَّقة في اجتماع بالعاصمة واشنطن هذا الأسبوع، ضمت وزير الدفاع الإسرائيلي. يواف غالانت ومسؤولين رفيعين في البيت الأبيض.
وقال المسؤولون للموقع إن الحل يكمن بفصل القنابل التي تزن 500 رطل عن بقية الشحنة المعلّقة التي تضم القنابل ذات الألفي رطل. والتي لا يزال تعليقها قائما.
وبحثت اجتماعات واشنطن بحثت إمكانية الإفراج عن القنابل ذات الـ 500 رطل وإبقاء الأخرى مجمّدة. وأشار المصدر إلى أن القنابل التي تزن 500 رطلا لم يكن من المفترض أن يشملها قرار التجميد. “بل تداخلت” مع القنابل الأثقل (2000 رطل) في الشحنة ذاتها.
ونقل أكسيوس عن مسؤول أميركي أن المخاوف الأساسية للبيت الأبيض “منذ اليوم الأول” كانت باستخدام إسرائيل القنابل التي تزن 2000 رطل في غزة، وهو أمر اعتبرته الإدارة “غير لائق”. ورفض البيت الأبيض طلب الموقع للتعليق.
وخلال الزيارة الإسرائيلية لواشنطن، أبلغ مستشارو بايدن الوزير الإسرائيلي رون ديرمر. ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي. أن الفيديو الذي نشره نتانياهو “أضرّ” الجهود المُوجَّهة للإفراج عن الشحنة.
وقال مسؤولان أميركيان إن مستشاري بايدن أخبروا ديرمر وهنغبي. إن الشحنة لن يتم الإفراج عنها الآن وأن “الرئيس (بايدن) لا يتلقى أوامر من نتانياهو”.
ويأتي ذلك بينما تزداد المخاوف من اتساع نطاق الحرب. حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء في ختام زيارة إلى واشنطن أنّ الدولة العبرية “لا تريد حرباً” في لبنان .لكنها يمكن أن تعيده إلى “العصر الحجري” إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية.
وقال غالانت للصحافيين “لا نريد الدخول في حرب لأنها ليست في مصلحة إسرائيل. لدينا الإمكانية لإعادة لبنان إلى العصر الحجري لكننا لا نريد القيام بذلك”. وأضاف “لا نريد الحرب لكنّنا نستعدّ لكلّ السيناريوهات”.
وتابع أنّ “حزب الله يدرك جيّداً أنّنا قادرون على إلحاق أضرار جسيمة في لبنان إذا اندلعت حرب”.
ومنذ شنّت حركة حماس الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على جنوب اسرائيل في السابع من تشرين الاول/أكتوبر. يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية بشكل شبه يومي. وتصاعدت حدّة التوترات بين الطرفين في الأيام الأخيرة مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة قد تشعل نزاعاً إقليمياً.
وبحسب غالانت فقد قتلت إسرائيل أكثر من 400 من “إرهابيي” من حزب الله في الأشهر الأخيرة. وبحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس قتل نحو 481 شخصاً في لبنان نتيجة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر، بينهم 94 مدنيا. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ما لا يقل عن 15 عسكرياً و11 مدنياً، بحسب إسرائيل.