متابعات إخبارية

استراتيجية التمويل تتغير.. القاعدة يعتمد الفديات لدعم تمدده في شمال مالي


تنظيم القاعدة يعود إلى الخطف في مالي للحصول على فديات، في تكتيك يستهدف تعويض غياب مصادر تمويل أخرى بالبلد الأفريقي المضطرب والفقير.

وبالإضافة إلى الحصار على الوقود، جعلت جماعة “نصرة الإسلام”، الفصيل الإرهابي التابع للقاعدة، من خطف الأجانب الأثرياء مقابل فديات أساسا لاستراتيجيتها القائمة على ما تسميه بـ”الجهاد الاقتصادي”.

ويسعى الإرهابيون إلى الإطاحة بالمجلس العسكري الذي حاول جاهدا منذ توليه السلطة بعد انقلابين في 2020 و2021، السيطرة على الإرهاب والاضطرابات المتواصلة منذ عقد في مالي.

ولتحقيق هدفه، يعمل التنظيم الإرهابي على تخويف المستثمرين والتسبب بشلل في اقتصاد الدولة الواقعة غرب أفريقيا.

الأجانب.. بالمرمى

في مالي، لم يسبق أن بلغ عدد الأجانب المختطفين على يد الإرهابيين هذا المستوى من الارتفاع.

وتكشف منظمة “أكليد” الأمريكية التي ترصد أعمال العنف في مناطق النزاع حول العالم، أن جماعة “نصرة الإسلام” اختطفت 22 أجنبيا على الأقل واتخذتهم رهائن خلال الأشهر الستة الماضية.

وبحسب إذاعة فرنسا الدولية (آر أف آي)، يُلقي هذا السجل المؤلم الضوء على الوضع الأمني ​​في البلاد واستراتيجية الإرهابيين للتمدد.

وبحسب المنظمة الأمريكية، اختطف إرهابيو جماعة “نصرة الإسلام”، بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، ما لا يقل عن 22 شخصا، فيما تشير بعض الأرقام إلى 26 رهينة.

وبينما لا تزال بعض الحالات غير مؤكدة، يتفق هيني نسايبة، المتخصص في شؤون الساحل بالمنظمة، على أن هذا الرقم “يُعادل تقريبا ضعف الرقم القياسي السابق المسجل عام 2022″، عندما اختُطف 13 أجنبيًا.

خزينة حرب

خلال الأشهر الستة الماضية، خطفت الجماعة مواطنين من جنسيات مختلفة، ولاحقا، أُطلق سراح بعضهم، فيما تقول منظمة “أكليد” غير الحكومية  إنها لا تملك معلومات دقيقة وموثقة بما يكفي لتقديم أرقام عن عدد المفرج عنهم.

وتوضح أن هذا “الغموض” يتعلق بشكل خاص بالمواطنين الصينيين والهنود.

ووفق الإذاعة الفرنسية، يحتجز الفصيل الإرهابي الرهائن في مواقع صناعية أو تعدينية جنوبي مالي، مشيرة إلى أن الفديات لطالما كانت مصدر تمويل للإرهابيين، خصوصا انطلاقا من عام 2014.

غير أن التنظيم يتخلى عن هذا التكتيك حين يتمدد في منطقة غنية بالثروات أو يسيطر على مجال واسع يمنحه القدرة على فرض إتاوات على السكان أو اعتراض قوافل.

من جانبه، أشار المحلل لدى “معهد المشروع الأميركي” ليام كار، في حديث لوكالة فرانس برس، إلى أن “أموال الفديات ستساعد الجماعة في الحصول على مزيد من الأسلحة على غرار المسيرات التجارية والمتفجرات والأسلحة الصغيرة إلى جانب دفع رواتب المسلحين”.

وما زالت الجماعة الإرهابية تحتجز عددا من الرهائن، سيؤدي حصولها على فدية مقابل إطلاق سراحهم إلى تضخم خزينتها الحربية.

وتتم معظم عمليات الخطف في غرب البلاد حيث يتم تعدين حوالي 80% من إنتاج الذهب في مالي، بحسب “مركز صوفان” الاستشاري.

هدف آخر

عمليات الاختطاف العديدة هذه تُمثل أيضا جزءا من استراتيجية جديدة لخنق مالي اقتصاديا، فمنذ أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، تعمل الجماعة على استمرار نقص الوقود في مالي، مما أدى إلى شلل العديد من الأنشطة.

وفي حديث للإذاعة الفرنسية، يقول نسايبة، المحلل البارز المتخصص في شؤون غرب أفريقيا: “إنهم يضربون عصفورين بحجر واحد”، موضحا أن تزايد عمليات الاختطاف يهدف أيضا إلى “ردع الاستثمار الأجنبي والتعاون الاقتصادي مع النظام”.

وبالإضافة إلى الأجانب، تحتجز الجماعة عشرات الرهائن الماليين من جنود وممثلين حكوميين ومدنيين، فيما يظل عددهم الدقيق غير معروف.

والأسبوع الماضي، اعتبر وزير الخارجية المالي، عبد الله ديوب، أن “تغيير أسلوب عمل الإرهابيين يشكل علامة على ضعفهم”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى