إيران تستأنف العمل بعدد من مقارّها الدبلوماسية بالسعودية


أفادت إيران استئناف العمل في عدد من بعثاتها الدبلوماسية لدى السعودية في كل من الرياض وجدة. تتويجا لأحد أهمّ بنود الاتفاق الذي أنهى سنوات من القطيعة بين القوتين الإقليميتين وعزّز الآمال بتحقيق المزيد من التقارب الإقليمي وحسم عدد من الملفات التي كانت سببا في اندلاع التوتر.

وقال متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي الاثنين إن ثلاث بعثات لإيران “بدأت العمل واستأنفت نشاطها في الرياض وجدة”، موضحا أن هذا التقدم بمثابة خطوة أولى في مسار استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين.

وأضاف “نحن في المرحلة الأولى لاستئناف نشاط البعثات الدبلوماسية للبلدين ويتم تنفيذ الإجراءات التنفيذية على وجه السرعة ومتفائلون برؤية الأنشطة الكاملة لممثليات البلدين في غضون المهلة المحددة”.

وأشار كنعاني إلى وجود فريق إيراني على الأرض في السعودية لإتمام الأعمال التنفيذية لاستئناف العمل الكامل للبعثات الإيرانية وتنسيق الجهود الإنسانية المرتبطة بعمليات إجلاء المواطنين الإيرانيين من السودان.

وفي السياق نفسه شكر كنعاني السعودية على “تعاونها القيم في إجلاء الرعايا الايرانيين من السودان”، عبر ميناء مدينة جدة الساحلية.

وتابع “سافر رئيس البعثة لإيرانية من الرياض إلى جدة للقيام بالإجراءات التنفيذية عبر اتصال وثيق بالمسؤولين السعوديين”، موضحا أن عمليات الإجلاء من السودان “لم تكن مهمة سهلة”.

وفي 12 أبريل الماضي وصل وفد إيراني إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار خطة لإعادة فتح سفارة طهران وبعثاتها الدبلوماسية لدى المملكة، بعد إغلاق دام 7 سنوات.

وفي 10 مارس الماضي أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.

وعقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان الشهر الماضي لقاء في بكين هو الأول بين وزيري خارجية البلدين منذ نحو 7 سنوات.

واتفق الوزيران على بعض الملفات من بينها مواصلة التنسيق بين الفرق الفنية في الجانبين لبحث استئناف الرحلات الجوية والزيارات المتبادلة وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين وبينها تأشيرات العمرة.

كما أكدا الحرص على تفعيل اتفاقيات تشمل التعاون الأمني وعدد من مجالات الاقتصاد، بالإضافة إلى الاتفاق على تكثيف اللقاءات التشاورية لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات وتأكيد الاستعداد لبذل كل ما يمكن لتذليل أي عقبات تواجه تعزيز التعاون الثنائي.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس إبراهيم رئيسي وجه دعوة زيارة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكدة أنه وافق عليها، لكن الجانب السعودي لم يؤكد هذه المعطيات.
وقد أشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد الطريق لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.

وكان وزير الصناعة والمعادن والتجارة الإيراني رضا فاطمي أمين قد أعلن منذ أسبوع عن انطلاق التبادل التجاري بين بلاده والسعودية، في حين صرح وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني إحسان خاندوزي أن النية تتجه إلى إعادة العلاقات التجارية بين البلدين إلى مستوى المليار دولار.

Exit mobile version