إقالة وزيرين في الجزائر تكشف عن عدم استقرار حكومي
أقال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الأحد لعزيز فايد وزير المالية، وفؤاد حاجي الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة مكلف بالإنتاج الصيدلاني. في إقالتين مفاجئتين باعتبارهما تأتيان بعد ثلاثة أشهر من التعديل الوزاري الأخير.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان الإقالة أن “تبون عيّن عبدالكريم بو الزرد وزيرا للمالية خلفا لفايد، الذي شغل المنصب منذ مارس/آذار 2023. كما عين وسيم قويدري في منصب وزير للصناعة الصيدلانية، التي صارت وزارة كاملة لا تتبع لوزارة الصناعة، ليخلف بذلك حاجي”.
-
إجراءات تطمينية تفشل في احتواء احتجاجات طلاب الجزائر وسط تصاعد المطالب بالتغيير
-
فشل في مالي: الجزائر تسعى لإيجاد دور جديد في أزمة كنشاسا
وعين حاجي في حكومة العرباوي الثانية، والتي جاءت عقب فوز تبون بولاية رئاسية ثانية في سبتمبر/أيلول الماضي. وتجديده الثقة بها في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
ولم تذكر الرئاسة الجزائرية أي أسباب لإقالة الوزيرين. لكنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها الإعلان عن إعفاءات لا تستند إلى تقييم فعلي لأداء الوزراء.
وتعكس إقالة تبون لوزير المالية والوزير المكلف بالإنتاج الصيدلاني عدم استقرار الحكومة. فيما يبدو أن السلطة السياسية القائمة تسعى إلى التغطية على عدم الوفاء بالوعود الانتخابية التي أطلقها تبون. من خلال تقديم “أكباش فداء”.
-
تبون يواصل الترويج لمغالطات حول قضية الصحراء المغربية
-
دعوة البرلمان الأوروبي للإفراج عن صنصال تُؤجّج الأزمة مع الجزائر
ولا تعدّ الإقالات الوزارية سابقة، فقد تعاقب على وزارة الخارجية 3 وزراء خلال 4 سنوات وهم صبري بوقادوم الذي شغل المنصب من 2 يناير/كانون الثاني عام 2020 .إلى 7 يوليو/تموز 2021 تاريخ إقالته واستبداله برمطان لعمامرة .الذي أقيل في 16 مارس/آذار 2023 ليحلّ محله أحمد عطاف الوزير الحالي.
وكان تبون قد أجرى في نوفمبر/تشرين الثاني تعديلا حكوميا جزئيا جدد بموجبه الثقة في رئيس الوزراء نذير العرباوي. بينما حافظ أغلب أعضاء الفريق الوزاري على مناصبهم، في خطوة خيبت آمال الجزائريين في ضخ دماء جديدة في الحكومة. في وقت ينتظرون فيه حلولا للأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.
-
مشروع قانون لإلغاء النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية في الجزائر
-
الجزائر ترد على تهدئة فرنسا بتصعيد الموقف
وأشارت تقارير إلى أن الرئيس الجزائري أحاط نفسه بفريق من المستشارين في ما يشبه “حكومة موازية”، ما أدى إلى إضعاف دور الفريق الحكومي. مشيرة إلى أن الوزراء تحولوا إلى موظفين سامين معرضين للإقالة في أي وقت.
وكشفت مصادر مطلعة أن وزير المالية المُقال كان من المفترض أن يقود المفاوضات بين بلاده والاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاق الشراكة، في غمرة توتر بين الطرفين. فاقمته الأزمة التي أثارها اعتقال الكاتب بوعلام صنصال. بينما يرجح أن تبون حمله مسؤولية تعثر المباحثات وبالتالي تقديمه كبش فداء.
-
فضيحة فساد جديدة تهدد طموح الجزائر لتنظيم بطولات عالمية
-
القطيعة بين الجزائر وفرنسا تصل إلى مرحلة اللاعودة
وتواجه حكومة العرباوي تحدي الوفاء عدة وعودة أطلقها تبون خلال الحملة الانتخابية وأثارت جدلا واسعا، بينما ذهب بعض المراقبين إلى حد وصفها .بـ”الفضفاضة” باعتبارها لم تستند إلى أي برامج واضحة.
وتتعقد الوضعية في ظل تصاعد الدعوات المطالبة بحلول للعديد من المعضلات التي يعاني منها الجزائريون من بينها تدهور الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات الأساسية. فيما تخيم حالة من الإحباط والاستياء على الشارع الجزائري.
-
الجزائر تنفي استضافة انفصاليين أكراد وتحمل المسؤولية للبوليساريو
-
الجزائر تكثف حراكها في إفريقيا: محاولات لكسر العزلة ومجاراة التحركات المغربية
وتثير حملة مانيش راضي التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة هواجس النظام الجزائري من تكرار سيناريو الحراك الذي أدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة. لا سيما بعد أن تطورت من التنديد بتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى الدعوة إلى الخروج في مظاهرات للمطالبة بالتغيير ووضع حد لـ”حكم العسكر”.