سياسة

إغتيال هاشم صفي الدين: تفاصيل مقتل خليفة نصر الله


كلمة السر في استهداف رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين وغيره من قادة الحزب هي “المعلومة الاستخباراتية”.

منذ بدء الضربات الإسرائيلية القوية على حزب الله، بدءًا من “بيجر” ومرورا بمقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله وحتى الآن، تعتمد إسرائيل بشكل أساسي على شعبة الاستخبارات في الجيش “أمان”.

ويتضح من ذلك أن إسرائيل تعتمد في استهدافها قادة ومواقع حزب الله على عنصر استخباراتي، وهو ما أدى إلى عدم كشف التفاصيل الكاملة للهجمات الإسرائيلية حتى الآن.

وعلى غير عادتها في كشف تفاصيل عملياتها تتعمد إسرائيل عدم كشف طرف الخيط في الوصول إلى قادة حزب الله، سواء في قيادة الحزب أو مستواه العسكري.

ويبدو أن إسرائيل تتكتم عن مصدر معلوماتها الاستخباراتية باعتبار أن مهمتها لم تنتهِ بعد، وفق تقارير إسرائيلية.

لكن كيف قتل هاشم صفي الدين الذي كان ينظر إليه كخليفة لحسن نصر الله، خاصة أن الإعلان عن مقتله جرى بعد أسابيع من استهداف اجتماع كان موجودا فيه.

هنا، نقلت تقارير صحفية عن مصادر لم تسمها أن هاشم مات مختنقا بعد الضربات الإسرائيلية التي دكت مقرا تحت الأرض كان يجتمع فيه مع قادة من الحزب. 

لماذا قتل هاشم؟

بعد مقتل نصر الله بغارة إسرائيلية على الضاحية في بيروت، برز اسم هاشم صفي الدين كأبرز المرشحين لخلافته في الأمانة العامة للحزب.

لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي وضع صفي الدين في دائرة الاستهداف.

إذ قال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي: “كان هاشم ابن عم حسن نصر الله، وبسبب عائلته وقربه الشخصي من نصر الله فقد أثر بشكل كبير على عملية صنع القرار في المنظمة بشأن مجموعة متنوعة من القضايا، وفي بعض الأحيان عندما كان نصر الله غائبا عن لبنان شغل مكانه في منصب الأمين العام لحزب الله“.

وأضاف: “على مر السنين، وجه صفي الدين أعمالا ضد إسرائيل وشارك في عملية صنع القرار الأساسية لحزب الله“.

غير أن المعلومة الاستخباراتية التي حصلت عليها إسرائيل حول مكان وجود صفي الدين أشارت إلى وجود أكثر من مسؤول من حزب الله في نفس المكان في الضاحية.

لم تتضح أسباب عقد مثل هذا الاجتماع، خاصة بعد أن تبيّن أن هناك تسريبا كبيرا في أعلى هرم الحزب سمح لإسرائيل بالوصول إلى الغالبية العظمى من قادته.

وبحسب المعلومات التي وصلت إسرائيل، فقد تواجد في المكان، وهو مقر تحت الأرض لقيادة الاستخبارات في الحزب أيضا.

وقال آفي إيسسخاروف، المحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” في مقال: “يدرك حزب الله أنه على مدى السنوات الـ18 الماضية، منذ حرب لبنان الثانية، كرس الجيش الإسرائيلي والمخابرات العسكرية والموساد والشاباك جهودا هائلة لجمع المعلومات الاستخباراتية حول المنظمة، ونجحوا”.

 

الهجوم على مقر اجتماع هاشم وقيادات حزب الله تم قبل 3 أسابيع، وكانت إسرائيل متيقنة من مقتله، لكنها أبقت الإعلان عن ذلك حتى تأكيد المعلومات بنسبة كاملة.

وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قال إنه تم قتل صفي الدين، لكن الجيش الإسرائيلي رد بأنه ما زال يدقق.

وبعد أن أُعلن رسميا عبر إحدى قنوات التلفزة اللبنانية عن العثور على جثة صفي الدين، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا في بيان أنه تأكد من مقتله.

وقال الجيش الإسرائيلي “كان هاشم صفي الدين عضوا في مجلس الشورى، وهو المنتدى العسكري والسياسي الأعلى في حزب الله والمسؤول عن اتخاذ قرارات الحزب وسياسته”.

وأضاف “طوال السنوات الماضية وجه صفي الدين أعمالا ضد إسرائيل ولعب دورا في قلب اتخاذ القرارات في حزب الله“.

ووفقا للمسؤولين الإسرائيليين فإنه حتى وقف إطلاق النار في لبنان ستحرص المخابرات الإسرائيلية على عدم وجود خليفة لحزب الله، على الأقل كاسم معلن.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى