إسرائيل تطلب تدخل تركيا لإقناع حماس بإطلاق سراح الرهائن
قال موقع واي نت العبري اليوم الأربعاء، إن إسرائيل طلبت مساعدة تركيا للضغط على حركة حماس للإفراج عما تبقى من الرهائن الإسرائيليين، مضيفا أنه وفي الأسابيع الأخيرة، تواصلت تل أبيب مع أنقرة معربة عن استعدادها لتلقي مساعدتها في جهود الوساطة بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وتابع أنه رغم النفي المتكرر من جانب كبار المسؤولين الإسرائيليين والبيت الأبيض، ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه يوم الثلاثاء بشأن وقف إطلاق النار في لبنان أن “الولايات المتحدة ستبذل خلال الأيام المقبلة جهدا آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وفي خضم هذه المناقشات، أجرى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي رونين بار زيارة سرية إلى تركيا قبل نحو عشرة أيام. وأوضح مسؤول إسرائيلي كبير أن تركيا لن تعمل كوسيط في صفقة الرهائن، لكنها قد تمارس ضغوطا على حماس خاصة وأن بعض قياداتها انتقلوا مؤخرا من قطر إلى إسطنبول.
وعلى نحو مماثل، نفى مسؤول في البيت الأبيض تورط تركيا المباشر في غزة. وقال المسؤول “أعتقد أن الرئيس بايدن كان يشير إلى حقيقة مفادها أن بعض الأطراف المعنية موجودة حاليا في تركيا، وهو ما جعلها تدخل في الصورة. ولم يكن هذا يعني أن أنقرة تتوسط أو تفاوض. ومع ذلك، لن ندخر جهدا في محاولة إحراز تقدم”.
وقال الموقع العبري، إن إشراك تركيا في هذه الجهود أمر مثير للجدل داخل القيادة الإسرائيلية ويرجع ذلك جزئيا إلى مواقف وأفعال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ بداية الحرب، فعلى سبيل المثال، تم مؤخرا إلغاء زيارة الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة في باكو جزئيا لأن تركيا رفضت السماح لطائرة هرتسوغ بالتحليق فوق مجالها الجوي .
وتباهى أردوغان الذي زعم أن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل قبل أسبوعين رغم عدم إخطار القدس رسميا، بمنع طائرة هيرتزوغ من عبور المجال الجوي التركي. وقال “تركيا ملتزمة بإظهار موقفها بشأن العديد من القضايا وسوف نفعل ذلك”.
ومنذ اندلاع الحرب، انتقد مرارا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسياسات إسرائيل في غزة، بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبداية الحرب.
وبعد مرور نحو شهر على الحرب، أعلن أردوغان أن “إسرائيل دولة إرهابية ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة”، وقال إن “حماس هي الحزب الذي فاز في الانتخابات في فلسطين”، على الرغم من أن آخر انتخابات أجريت في غزة جرت في عام 2006 وأن حماس سيطرت على القطاع في عام 2007 بعد اشتباكات مع فتح.
وفي إبريل/نيسان وخلال جلسة برلمانية تركية وسط الحرب الدائرة، سمعت هتافات “الموت لإسرائيل” من داخل القاعة، بينما أشاد أردوغان بحماس. واتهم في بيان غير مسبوق إسرائيل بتدبير محاولات الانقلاب في تركيا على مدى العقود الماضية. وقال “حماس حركة مقاومة وليست منظمة إرهابية. إسرائيل؟ لقد تفوقت على هتلر”.
واستمرت خطابات أردوغان في الأشهر الأخيرة بنفس اللهجة، ففي سبتمبر/أيلول، دعا الدول الإسلامية في مختلف أنحاء العالم إلى الاتحاد ضد ما وصفه بـ”التهديد التوسعي” الذي تمثله إسرائيل في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها تسعى إلى غزو الدول الإقليمية.
وأكد أن “إسرائيل لن تتوقف عند غزة، وبعد الاستيلاء على رام الله ستستهدف أراضي سوريا ولبنان”، مضيفا أنها أيضا قد تستهدف احتلال تركيا.
وقال كذلك “إنهم سيوجهون أنظارهم نحو وطننا بين دجلة والفرات ولهذا نقول إن حماس تقاوم نيابة عن المسلمين، ولهذا نقول إن حماس لا تدافع عن غزة فحسب، بل عن الأراضي الإسلامية، بما في ذلك تركيا”.