أوستن يشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها
أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بعد لقائه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب أنّ بلاده ستواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاج إليها في حربها ضد حركة حماس، مشددا على ما أسماه “حق” الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها.
ويُجري أوستن جولة في الشرق الأوسط في ظلّ تزايد المخاوف بشأن توسّع الحرب في المنطقة ودعا حزب الله اللبناني المدعوم من إيران إلى تجنّب توسيع النزاع مع إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي إن حماس لن تسيطر على قطاع غزة بعد الحرب، كاشفا أن تل أبيب تجهز للسيطرة عليه من قبل كيان دولي.
وتابع “أعداؤنا المشتركون في جميع أنحاء العالم يراقبونن ويعرفون أن انتصار إسرائيل هو انتصار العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة”، مضيفا “نحن نركز بشدة على المس بقيادة حماس والبنية التحتية العسكرية للمنظمة”.
وأوضح “نشاط الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس في خان يونس يتجاوز مراحل الحرب وسيستمر حتى تحقيق الهدف أيضًا في المراحل التالية”.
وتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي إلى نظيره الأميركي قائلا “لقد حارب كلانا الإرهاب وكلانا يعلم أن الأمر يستغرق وقتا” وزعم قائلا “نعمل وفقا للقانون الدولي ووفقا لقيمنا المشتركة ويعمل الجيش الإسرائيلي على تقليل الضرر الذي يلحق بالسكان غير المشاركين”.
وأردف “نعمل مع الأطراف الدولية لتمكين المساعدات الإنسانية وعلينا أن نتذكر أن ما يقرب من 129 مختطفًا ما زالوا في غزة وهذه هي القضية الإنسانية رقم 1”.
وقال “من المهم أن نرسخ شيئاً آخر غير حماس في غزة ولهذا عقدنا هذه اللقاءات مع الأميركيين بشأن المشاكل التي تحتاج إلى حل في غزة”.
وأكمل “نحن نعلم أن حماس لن تسيطر على غزة وأننا ستكون لدينا الحرية لتحييد أي تهديد مستقبلي” مضحا أن “إسرائيل لن تسيطر على غزة بطريقة مدنية، نحن نبني البنية التحتية للسيطرة من قبل كيان دولي”، دون مزيد من التوضيح.
وحول الموضوع نفسه، أضاف غالانت “يمكنني القول إننا سنكون قادرين قريبا على التمييز بين المناطق في غزة وفي كل منطقة نكمل فيها أهدافنا يمكننا العمل على إعادة السكان وهذا يعني أنه في الشمال يمكن أن يحدث ذلك قريبا قبل الجنوب”.
بدوره قال وزير الدفاع الأميركي إن “إسرائيل ليست وحدها، في الوقت الحزين، فإن الصديق الحقيقي يكون موجودا”.
وأضاف “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لا ينبغي أن يكون هناك أدنى شك يجب ألا يكون لدى حماس القدرة على القيام بأعمال إرهابية ضد إسرائيل. سنواصل العمل من أجل مستقبل إسرائيل ومستقبل الفلسطينيين”.
وتابع “دعوت اليوم إلى وضع حد للهجمات المتطرفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. نعلم أن هذه الأيام السبعين الماضية كانت من أصعب الأيام، لكن الجميع دفعوا ثمنا مؤلما للغاية للعودة إلى واقع 6 أكتوبر/تشرين الأول”.
وعندما سئل عن الجدول الزمني لنهاية الحرب، أجاب أوستن “لستُ هنا لتحديد موعد نهائي لإسرائيل”، لكنه أوضح أن “كل عملية عسكرية طويلة لها مراحل. وفي التنقل بين المراحل هناك تغييرات لأنك تبدأ بالتركيز على أشياء أخرى. هذه الأمور سيحددها الإسرائيليون”.
واستدرك “التنقل بين المراحل لا يعني بالضرورة انتهاء العملية العسكرية. أصعب خطوة في التنقل بين المراحل هي التأكد من نجاحك وهذا يتطلب التفكير”.
كما أشار إلى التحركات العسكرية للحوثيين في البحر الأحمر، قائلا “إنها حروب غير مسؤولة وخطيرة وانتهاك للقانون الدولي. وهذا ليس أمرا يخص الولايات المتحدة فحسب، بل هو مشكلة دولية”.
وأضاف “هذا يتطلب ردا دوليا، لذلك سأنظم اجتماعا غدا مع وزراء الدفاع في المنطقة لمناقشة القضية والعمل معا ضد هذا التهديد بأفضل طريقة ممكنة”.
وقال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في وقت سابق إن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان فيما يبدو على الانتقال النهائي إلى المرحلة التالية من الحملة.
وأضاف أن واشنطن تريد أن يحدث ذلك عاجلا، ربما في غضون أسابيع قليلة، في حين تشعر إسرائيل أنها بحاجة لمزيد من الوقت.
وأردف “لذلك فهما على اتفاق مبدئي بشأن الطريق مستقبلا والحاجة إلى الانتقال في النهاية إلى نهج أكثر استهدافا ولكن هناك اختلافات بشأن الجدول الزمني”.
وعندما زار سوليفان إسرائيل قبل أيام أبلغه نتنياهو أن إسرائيل ستقاتل “حتى النصر المبين” في حين يطالب الجانب الأميركي بتغيير طرق القتال من خلال استهداف قادة حماس عوض الحرب الشاملة.
ومع اتساع نطاق القتال البري الشرس هذا الشهر في مختلف أنحاء قطاع غزة وتحذير منظمات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي إن إسرائيل تخاطر بفقد الدعم الدولي بسبب الضربات الجوية “العشوائية” التي تقتل المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف مسؤول الدفاع أن أوستن، وهو جنرال متقاعد أشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط بل وقاد القوات الأميركية في العراق عندما كان يرتدي الزي العسكري، لديه منظور حول التحولات في ساحة المعركة في الحملات العسكرية التي يمكن أن تساعد في المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين.
وقال المسؤول إن أوستن على دراية بكيفية القيام بعمليات عسكرية “على الجانب الآخر من صراع شديد الحدة لضمان أن إعادة التشكيل العسكري لحماس في هذه الحالة غير قابلة للحياة أو ممكنة”.
وفي إشارة إلى تركيز إدارة بايدن المكثف على الصراع بين إسرائيل وحماس يرافق أوستن في إسرائيل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال تشارلز “سي كيو” براون.