أمريكا تتهم قادة لبنان بالتراخي في إنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية
قامت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باتهام قادة لبنان بعدم السعي إلى إيجاد حلول للدوامة المالية الطاحنة التي يغرق فيها البلد.
داعية إياهم إلى ضرورة تسريع الشروع في الإصلاحات التي يشترطها صندوق النقد الدولي للحصول على القرض المالي وإنهاء أزمة الشغور الرئاسي التي تكبّل البلاد.
وجائت هذه الاتهامات في وقت تتواصل فيه معضلة الشغور الرئاسي وتعجز الحكومة ذات الصلاحيات المحدودة عن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تسهم في تنفيس الأزمات المتراكمة وتضع حدا لتردي الأوضاع المعيشية للبنانيين.
وأكدت الدبلوماسية الأميركية اليوم الخميس أن لبنان لا بديل أمامه للتعافي الاقتصادي سوى إحراز تقدم صوب إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وزارت ليف لبنان خلال جولة بالمنطقة هذا الشهر، في وقت يؤكد فيه البنك الدولي أن لبنان يعاني من أحد أسوأ الأزمات المالية في العالم.
ووقعت بيروت اتفاقا على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي في أبريل 2022، لكن الصندوق قال إن التقدم في تحقيق الإصلاحات المالية اللازمة للحصول على تمويل بقيمة ثلاثة مليارات دولار “بطيء جدا”.
وقالت ليف في إفادة عبر الإنترنت إنها حثت مسؤولي لبنان على إحراز تقدم في الاتفاق بأكمله وإنهاء فراغ مستمر منذ أشهر في منصب الرئاسة.
وأضافت “مساعدة الشعب اللبناني تظل أولوية بالنسبة لنا ونحن نحث الزعماء اللبنانيين على تفهم الطبيعة الملحة العاجلة للأمر وهو ما افتقروا إليه بوضوح… حزمة إنقاذ صندوق النقد الدولي شريان حياة. ليس هناك مخرج آخر غيرها فحسب”.
وتابعت أنها تأمل أن يكون للتقارب الذي تحقق في الآونة الأخيرة بين السعودية وإيران تأثير يأتي بالهدوء والنفع على لبنان ودول أخرى في المنطقة.
وأكدت مصادر مطلعة هذا الأسبوع أن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما وعودة العلاقات الدبلوماسية بعد قطعها منذ أكثر من عقد.
وصرّحت ليف بأن الولايات المتحدة لا تدعم التطبيع مع الحكومة السورية، مشيرة إلى عقوبات جديدة فرضتها هذا الأسبوع على سوريين ولبنانيين متهمين بالتورط في إنتاج وتهريب الكبتاغون وهو أحد أنواع الأمفيتامين. ووصفت الكبتاغون بأنه “كارثة” في المنطقة.
ولفتت إلى أن المحادثات التي جرت بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في مصر والأردن في الأسابيع القليلة الماضية تتحرك صوب خفض التصعيد لكن “ببطء شديد وبشق الأنفس”.
وختمت بأن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها إسرائيل قلصت “إلى حد ما” القدرة على التعامل مع تلك الأحداث، لكن الولايات المتحدة تسعى لاستمرارية تلك المحادثات في الأشهر المقبلة لتحقيق “تهدئة نسبية قابلة للاستمرار”.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن 152 فلسطينيا قتلوا على يد قوات الأمن الإسرائيلية العام الماضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مضيفة أن عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين تزايد أيضا.