سياسة

أسرار طفولة زعيم كوريا الشمالية


وكأن الزمن تراكم على خط عمر زعيم كوريا الشمالية ليقلب كل ما فيه وينزع عن هذا الرجل الصارم سمات طفولية مغايرة تماما لما هو عليه اليوم.

كيم جونغ أون، الرئيس الذي يهابه العالم اليوم ويخشى الوقوع على خطوط تماسه، والزعيم المنتمي لمعسكر الشرق المناهض للهيمنة الغربية، ليس هو نفس الطفل الذي كان ذات يوم مهووسا بنجم رياضي أمريكي ومسحورا بجمال أوروبي.

وفي الأول من يونيو/حزيران من كل عام، تحتفل كوريا الشمالية بعيد الطفل العالمي، فماذا نعرف عن طفولة كيم؟

وجه آخر

خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، قضى الزعيم البالغ اليوم من العمر 40 عاماً، 4 سنوات في الدراسة بمدرسة ليبيفيلد – شتاينهولزلي العامة في كوينز بسويسرا .

وهناك، اشتهر بين أقرانه بروح الدعابة، وهوسه بكرة السلة، خاصة فريق شيكاغو بولز الأمريكي، وفقا لصحيفة بوليتيكو الأمريكية.

وخلال فترة حكم والده كيم جونغ إيل لكوريا الشمالية، دخل كيم المدرسة السويسرية تحت اسم “باك أون” بوصفه ابناً لأحد دبلوماسي كورية الشمالية.

كان كيم لا يزال طفلاً عندما غادر إلى برن، عاصمة سويسرا، صيف عام 1996 للانضمام إلى شقيقه الأكبر كيم جونغ تشول في المدرسة، ليجد نفسه في مدينة خلابة مليئة بصناديق الشوكولاتة والتي بدت وكأنها مدينة جذابة أكثر من كونها عاصمة دولية.

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية مع والده الراحل

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها إلى الخارج، فقد سافر إلى أوروبا واليابان من قبل، لكنها كانت المرة الأولى التي يعيش فيها خارج حدود القصر في كوريا الشمالية.

هويات مزيفة

انضم كيم إلى شقيقه الأكبر الذي كان يعيش في ليبيفيلد، أحد أحياء الضواحي في ضواحي برن، لمدة عامين مع خالتهما، كو يونج سوك، وزوجها ري جانج، وأطفالهما الثلاثة.

وقام جميع أفراد عائلة كيم باختيار هويات مزيفة لإخفاء هويتهم الحقيقية.

واستمتع كيم وشقيقه الأكبر بالعيش في أوروبا وإنفاق المال، وتحتوي ألبومات الصور العائلية الخاصة بهم على صور للزعيم المستقبلي لكوريا الشمالية وهو يسبح في البحر الأبيض المتوسط على شاطئ الريفييرا الفرنسية، وتناول الطعام في الهواء الطلق في إيطاليا، والتوجه إلى يورو ديزني في باريس.

وذكر أصدقاء كيم في الدراسة المدرسة كيم أنه كان يعشق الألبسة والأحذية الرياضية ماركة نايكي، وكان يعرف كلاعب كرة سلة جيد المستوى، وكان لاعبه المفضل في كرة السلة مايكل جوردن، الذي يعتبر أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة.

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية مع والده الراحل

ويشير جواو ميكايلو الذي كان صديقا لكيم في المدرسة إلى أنه كان “كان كثير المرح، وكان رجلاً جيداً، الكثير من الأطفال يحبونه”.

ويضيف ميكايلو: “لم نكن أنا وهو من الأذكياء كما لم نكن من الفاشلين لقد كنا في الطبقة الثانية من التلاميذ”، كما وصف كيم بأنه صديق جيد.

فيما قال زميل سابق لكيم: “كان لديه روح الدعابة وكانت علاقته طيبة مع الجميع، حتى مع أولئك التلاميذ الذين جاؤوا من البلدان التي كانت على عداوة مع كوريا الشمالية”.

وكيم هو واحد من خمسة أطفال معروفين لكيم جونغ ايل، وقد درست شقيقته الصغرى كيم جونغ تشول وشقيقه كيم يو جونغ أيضا في المدارس السويسرية الخاصة في التسعينيات.

أما أخوه غير الشقيق الأكبر كيم جونغ نام الذي اغتيل بالسم في مطار كوالالمبور العام الماضي، فقد درس في موسكو وجنيف.

وقد كانت عمة كيم جونغ أون وهي كو يونغ سوك بمثابة الوصي على كيم جونغ أون وشقيقيه وشقيقته خلال أيام دراستهم في سويسرا.

لكن هذه العمة ومنذ عام 1998 تعيش حياة مجهولة في الولايات المتحدة حيث تدير متجراً للتنظيف الجاف، وذلك منذ انشقاقها وتمردها على النظام في كوريا الشمالية.

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية مع والده الراحل

وفي منتصف عام 2000، عاد كيم إلى كوريا الشمالية، حيث تشير مصادر إلى أن والده سئم من دفع مصاريف المدرسة التي كان يعتقد أنها تذهب سدى، لكن هناك تكهنات بأن السبب يتعلق بتخوف والده من تأثر ولده بالثقافة الأمريكية التي تعتبر من المحرمات، بالنسبة للوالد.

وقد قامت السفارة الكورية الشمالية في برن بإرسال تقارير عن صداقات ابن القائد السابق للبلاد وتأثيرات ذلك على شخصيته، إلى والده وقادة المخابرات في كوريا الشمالية.

وفي عام 2011، خلف كيم جونغ أون والده، كيم جونغ ايل، في منصب حاكم البلاد، عندما توفي بسبب أزمة قلبية عن عمر 70 عاماً.

ولتأثره بحياته في سويسرا، بنى كيم منتجعا للتزلج بملايين الدولارات في كوريا الشمالية عام 2012 وهو منتجع ماسيكريونغ للتزلج بالقرب من وونسان بمقاطعة كانغوون، الذي أشرف عليه بنفسه وتقدر تكلفته بـ 350 مليون دولار.

لكن محاولته شراء مصاعد التزلج السويسرية للمنتجع قد أحبطت بسبب العقوبات الدولية.

وفي عام 2013، استولى كيم على مساحة كبيرة من الأراضي في سيبو بمقاطعة كانغوون وقام بتحويلها إلى مراعٍ ومزرعة على شاكلة جبال الألب التي يعتقد أنها مستوحاة من الوقت الذي قضاه في سويسرا.

ويعرف عنه أيضا مولع بالساعات السويسرية التي يهدي بعضها لكبار رجالات الحزب في البلاد.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى