سياسة

أستاذ جامعي يختطف في طرابلس بسبب مواقف نقدية من الغرياني


جريمة اختطاف جديدة في أحد شوارع طرابلس، تدل على أن المنطقة الغربية في ليبيا أصبحت حبيسة التيارات الإسلامية المتشددة.

إذ كشف نقيب الصحفيين بطرابلس والمنطقة الغربية، منصور الأحرش، الأربعاء، عن اختطاف أحمد محمد النجار، الأستاذ الجامعي الحاصل على الدكتوراه في الفقه، بعد أن فُقد الاتصال به منذ الإثنين الماضي في أحد شوارع العاصمة طرابلس.

وقال الأحرش في منشور على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك”، إنّ عملية الاختطاف يُرجّح أن تكون على خلفية محاضرة ألقاها النجار مؤخراً، تناول فيها بعض اطروحات الصادق الغرياني، ووصف بعضها بـ”الضلالات الفكرية”، داعيًا في الوقت نفسه إلى نبذ العنف والفرقة وتوحيد الصف بين الليبيين.

وأوضح نقيب الصحفيين، أن أسرة النجار لم تتلق حتى الآن أي معلومات عن الجهة التي تقف وراء اختطافه أو مكان احتجازه، معربًا عن أسفه العميق لما وصفه بـ”الانتهاك الصارخ لحرية الرأي والتعبير”.

مؤكدًا أن الحادثة “تعكس واقعاً خطيراً يعيشه الأكاديميون والمفكرون في المنطقة الغربية الخاضعة لسطوة المليشيات”.

“إسكات الاعتدال”

الحادثة أثارت موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون عن خشيتهم من أن يكون استهداف النجار جزءاً من حملة إسكات للأصوات المعتدلة، التي تنتقد الفكر المتشدد والهيمنة الدينية على الشأن العام في طرابلس ومحيطها.

وأشار آخرون إلى أن هذه الواقعة تعيد للأذهان سلسلة من عمليات الخطف والاعتقال التي طالت إعلاميين ودعاة وشخصيات أكاديمية بسبب مواقف فكرية أو سياسية مخالفة للخط المتشدد المدعوم من مفتي طرابلس المعزول، الصادق الغرياني.

فتاوى الفوضى والانقسام

ومنذ عام 2014، ارتبط اسم الصادق الغرياني بدعوات التحريض والفوضى، خصوصًا بعد عزله من منصبه كمفتي للديار الليبية بقرار من مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الأول من العام نفسه.

ورغم قرار العزل، واصل الغرياني استخدام موقعه السابق لإصدار فتاوى تُشرعن العنف، لا سيما ضد المؤسسة العسكرية الليبية، وتدعم الانقسام، ما جعله في نظر الكثيرين أحد أبرز المحرضين على الاقتتال الداخلي.

ويُعرف الغرياني في الأوساط الليبية بلقب “مفتي الخراب، نظرًا لسجله الطويل في إطلاق الفتاوى التي أجّجت النزاعات بين الليبيين، أبرزها تحريضه المباشر للمليشيات المسلحة على النزول إلى الشوارع ومنع الانتخابات، في محاولة مكشوفة لإفشال أي مسار ديمقراطي سلمي في البلاد.

ورغم إبعاده رسميًا عن الإفتاء، لا يزال الغرياني يترأس ما يُعرف بـ”دار الإفتاء” في طرابلس، مستندًا إلى دعم مليشيات إرهابية توفر له الحماية مقابل غطاء ديني يبرر تجاوزاتها وتحركاتها المسلحة ضد مؤسسات الدولة الشرعية. 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى