سياسة

أردوغان يعلن تشييد المستوطنات في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة بسوريا


إن ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قرار تشييد المستوطنات في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة بقوة السلاح شمالي سوريا، يعد جريمة حرب، وفق ما وصف خبير في القانون الدولي.

وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يومه الخميس، بأن بلاده قد شرعت فعلا في تشييد ما وصفها بالمستوطنات في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة بقوة السلاح في شمالي سوريا.

إن أنقرة تخطط لتشييد مستوطنات في المناطق والتي قد نزح عنها الأكراد، وذلك ليسكنها السوريون العرب الآخرين الذين فروا من مناطق أخرى من البلاد جراء الحرب المندلعة منذ 2011، وسط تحذيرات من تشويه الخريطة الديموغرافية للمنطقة.

ومن جانبه، فقد قال أستاذ القانون الدولي العام، أيمن سلامة، بأن هذا القرار هو جريمة حرب حقيقية، يجب وقفها فورا، لأنه توسع عدواني، أكثر من مجرد استفزاز سياسي.

وفي تصريحات لسكاي نيوز عربية، فقد أوضح سلامة بأن الاستيطان يعني إقامة دولة الاحتلال بؤرا لتوطين مجموعة من السكان بصورة دائمة، وشق طرق وبناء مدارس فيها، ونقل مواطنين إليها، غير السكان الأصليين، من أجل الاستيلاء على الأرض، وإجبار السكان الأصليين على الرحيل عنها، وهو ما يحصل في الشمال السوري حاليا، وهو يخالف القانون الدولي.

وأضاف أيضا: جريمة الاستيطان جريمة حرب موصوفة يجب وقفها وليس التعامل معها باعتبارها عملا من أعمال الاستفزاز، ولكنه اغتصاب الأرض والتوسع العدواني على حساب الأرض.

ونقلا عن أردوغان، فقد ذكرت شبكة تي أر تي التركية الحكومية ما قاله: بدأنا العمل على تشييد المستوطنات بين منطقتي رأس العين وتل أبيض، حيث يمكننا إسكان مئات الآلاف من الأشخاص، مضيفا بأن مناطق أخرى على طول الحدود التركية السورية يمكن أن تؤوي مليون شخص.

وحسب سلامة، فإن جريمة الاستيطان تعد احد أشكال العدوان وتحول دون تمكين الشعوب في هذه المناطق من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم بعيدا عن الاحتلال.

كما أكد أيضا خبير القانون الدولي بأن الفقرة الثامنة من المادة الثامنة في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تشير إلى أن الجريمة تعني قيام دولة الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر، بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، أو إبعاد أو نقل كل سكان الأرض المحتلة داخل هذه الأرض أو خارجها، وهو ما يصف بالضبط مخطط أردوغان.

أما تركيا فتقول بأنها تستضيف على أراضيها أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري قد فروا جراء اندلاع الحرب في بلادهم، وأغلبيتهم جاء من محافظات حلب وحمص وحماة.

وإنه لمن الواضح بأن أنقرة تريد من طرد المسلحين الأكراد هدفا آخر غير الهدف العسكري، ألا وهو إنشاء منطقة آمنة للتخلص من السوريين المقيمين على أراضيها، وأن تخلق حاجز بشري على حدودها الجنوبية يفصل بين أكراد سوريا والأراضي التركية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى