أردوغان في زيارة رسمية إلى قطر.. ما السبب؟
قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة إلى الدوحة، وذلك في أول زيارة يقوم بها خارج حدود تركيا منذ أن ظهرت جائحة كورونا، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول التركية.
وكان من المتوقع أن يذهب الرئيس التركي إلى قطر ويختارها كأول وجهة له، بعد تخفيف إجراءات مواجهة كورونا حول العالم؛ نظرا لأن الدولتان حليفتان في كثير من الملفات، وحتى أن مراقبون يصفون العلاقة بين قطر وتركيا بأكبر من تحالف استراتيجي، إذ يجمعهما مخطط واحد والذي يتمثل في دعم جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في كثير من الدول كتنظيم إرهابي، إلى جانب دعم الجماعات المتشددة، والتي تسعى إلى انتهاج مخططات تخريبية تهدد استقرار المنطقة.
هذا وهناك اتهامات موجهة إلى قطر بسبب بتمويلها الحلم الأردوغاني بالتوسع في المنطقة، ومحاولاته استعادة نفوذ الدولة العثمانية، ولقد كان دعم الدوحة سبباً رئيسياً في مقاطعة الرباعي العربي الإمارات، السعودية، البحرين، مصر لها في 5 يونيو 2017.
إن زيارة الرئيس التركي إلى قطر تستغرق يوماً واحداً، إذ يرافقه في ذلك وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيراق، ووزير الدفاع، خلوصي أكار، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، والناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ورئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول.
إلى ذلك، فإن طبيعة الوفد المشارك تعكس بالأساس الملفات التي سيتم مناقشتها، لاسيما في ظل اصطحاب وزير الخزانة، مما يعني تطرق اللقاء إلى الدعم القطري للاقتصاد التركي على خلفية مواجهة الأخير أزمة كبيرة وسط تهاو غير مسبوق لليرة.
وقد قدمت قطر الدعم للاقتصاد التركي بـ10 مليارات دولار في مايو الماضي، وذلك لكبح انهيار الليرة التركية، من خلال رفع قيمة اتفاق سابق لمبادلة العملة مع قطر من 5 مليار إلى 15 مليار دولار.
وإنه لمن المقرر أن يلتقي أردوغان بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ويناقش معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق ما ذكرت الأناضول، من أجل مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
إن القضية الليبية تعتبر أهم القضايا المشتركة بين تركيا وقطر في القوت الراهن، في ظل تقارير واعترافات لموقوفين تتحدث عن تورط الدوحة في تمويل المرتزقة من الفصائل السورية المختلفة والأسلحة التي تمد بها تركيا حكومة الوفاق الليبية.
كما أن الرئيس التركي سارع بالاتصال بأمير قطر بعد التصعيد المصري الأخير والتلويح بالتدخل العسكري المباشر، في حال تقدم حكومة الوفاق والميليشيات المسلحة في سرت، وهذا الأمر أحدث ارتباكا في خطط أنقرة.
وعندما أعلنت الدول العربية رفضها الشديد للتدخل التركي في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، أعلنت كذلك تأييدها للتدخل المصري ضد تركيا بهدف إنهاء الصراع في ليبيا، وتصر أيضا قطر أن تتحدث عن علاقتها الوطيدة مع أنقرة، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين، إذ قبل هذه الزيارة، قامت وكالة الأنباء القطرية قنا بالإعلان بأنّ أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالاً هاتفياً الأسبوع الماضي من الرئيس التركي أردوغان.
كما أفادت حينها ذات الوكالة بأنّه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة لدعمها وتطويرها، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد جاء الاتصال بعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث قال: أي تدخل مباشر من مصر في ليبيا بات تتوفر له الشرعية الدولية، وبأن جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمراً ضرورياً في ظل التحديات التي تهدد أمن مصر القومي.
ومن جهتها عكست وسائل الإعلام القطرية، لاسيما شبكة الجزيرة في نشراتها وتحليلاتها بعد تصريحات السيسي، رفض قطر للتدخل المصري في ليبيا لحماية أمنها واستقرارها، موجّهة كل إمكانياتها الإعلامية للإساءة للنظام المصري، والحديث عن سيادة ليبيا غير المنتهكة من قبل.