سياسة

أردوغان بين الحماقة والكذب ودعم الإخوان


يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزداد في الإمعان في عزل نفسه أكثر لا سيما أنه يلعب بالنار التي من الممكن والمتوقع أن تحرقه في نهاية المطاف بعد أن تزايدت ردود الفعل الغاضبة على التوسع العثماني الجديد التي تجري بكثافة شرقا وغربا الذي يُظهرها دائما في تصريحاته وزياراته بأنها دفاع عن حقوق تركيا؟!

بينما هي تأتي ضمن التنافس غير الشريف مع الإيرانيين في احتلال والتوغل التركي في الدول والأراضي العربية ودعم الإخوان والجماعات والمليشيات الإرهابية التي يتبناها ويدعمها وينقلها من مكان إلى آخر حسب أهدافه ومصالحه.

لا شك لدي بأن جهل أردوغان اليوم يعود لأنه يرى أن العديد من الدول العربية هي إرث عثماني يرغب في استعادته واغتصابه من جديد، ولولا الخونة الذين يعيشون بيننا ما تجرأ الغزاة وهذا المعتوه على التدخل في المدن العربية مدينة تلو الأخرى، فما يفعله أردوغان في ليبيا سوف يعيد المستعمرين الأوروبيين إلى شمال أفريقيا مرة أخرى كما فعل أجداده سلفا، وهذا سبب صمتهم عنه طوال الفترة الماضية، وهو يعي ذلك تماما، وهو ما سنشاهده عن زخم الدور الأوروبي في الفترة المقبلة، وذلك غير مستغرب في ظل التوقعات بأننا مقبلون على أزمة اقتصادية عالمية والدول الأوروبية تعي أهمية تقاسم هذه الثروات مع المحتل التركي لا سيما أنها لا تملك أي ثروات تنقذها من هذه الأزمة.

محاولة أردوغان إدخال تونس على خط أزمة ليبيا أمر خطير في ظل توجس عربي وأحزاب وأطراف سياسية تونسية من أهداف الزيارة التي أداها الرئيس التركي إلى تونس، محذرة رئاسة الجمهورية التونسية من مغبة جعل تونس منصة عسكرية لصالح تركيا، وإن حدث ذلك فهو اصطفاف غير مبرر مع أحد أطراف الصراع الليبي والمحور الإقليمي، من دون مراعاة مصالح تونس ومصالح الشعب الليبي ومصالح الأشقاء من الدول العربية المجاورة، الأمر الذي اعتبره الكثير أنه سيُفقد تونس صفة الطرف المحايد الإيجابي من جهة المساهمة في وقف الاقتتال.

وهو ما يوضح أن بقاء تنظيم الإخوان في تونس خطر كبير على تونس والأمن القومي العربي لأن هذا التنظيم يتلون ويبدل جلده لكي يخدع الناس حتى يحقق أهدافه، فمن المعلوم أن من يدعم الإخوان هدفه تفكيك الشعوب العربية لتحقيق أهداف ومشاريع وأجندات خارجية وطموحات حزبية طال انتظارها، ومن الأفضل للشعب التونسي اقتصاص هذا التنظيم من السلطة وصناعة القرار.

عموما معركة طرابلس وأحداثها وتفاصيلها ونتائجها ستوضح مدى حماقة أردوغان ومغامرته وجبهاته المتعددة في “سوريا وليبيا وضد السعودية والإمارات ومصر واليونان وقبرص” وتأسيس حلف دولي إخواني للتآمر على المسلمين والعرب، ما جعله منبوذا ومكروها أينما حل وارتحل، وما بين الكذب الذي انتهجه مؤخرا في كوالالمبور وتونس وفي العديد من المواقف والمواقع.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى