أبواق الفتنة تستهدف العلاقات الإماراتية الخليجية


تحاول قوى الشر جاهدة، بمناسبة أو دونها، إحداث وقيعة بين الإمارات ودول الخليج وإن اختلفت الظروف والمواقف، فقبل أيام، نفت الكويت بشكل قاطع، صحة ما ردده البعض عن وجود لوبي مزعوم لدولة الإمارات يحرض عليها.

وسارعت الخارجية الكويتية وبذكاء في تفنيد الواقعة، بالتأكيد على أن الخبر قد أشار إلى اسم عضو في البرلمان الأوروبي غير صحيح وغير موجود بالأساس.

ويبقى السؤال الذي يتكرر في كل مناسبة: من المستفيد من صناعة هذه البلبلة؟

الإجابة عن تلك الواقعة قد لا تتكشف سريعا، لكن بالعودة للوراء 3 سنوات يمكن استنباط تفسير لذلك، حين تمت الإساءة لعلاقات البلدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات معروفة بأنها قبضت الثمن، فتم الترويج بالباطل أن الإمارات، وعبر مساهمتها في إعادة إعمار العراق بـ6 مليارات دولار، إنما تحاول ضرب ميناء مبارك، لأن هذه المساهمة ستسهم في تطوير ميناء أم قصر العراقي!

وبدا واضحا حينها أن جماعة الإخوان الإرهابية في الكويت هي من عملت جاهدة لترويج إشاعات مغرضة، ليس لها أساس من الصحة عبر تغريدات جيشها الإلكتروني الجرّار، أما الحقيقة فكانت ببساطة أن الإمارات أعلنت عن تقديم 6 مليارات دولار لإعادة إعمار العراق خلال مؤتمر الكويت، علاوة على دعم جديد بقيمة 500 مليون دولار أخرى للمساهمة في الإعمار، بالإضافة إلى مساهمة القطاع الخاص في مشروع معسكر الرشيد وميناء أم قصر بقيمة 5.5 مليار دولار.

وبكل بوضوح افتضحت وقتها محاولة من احترفوا بزنس الدين، وهم الأخطر على الشعوب الخليجية، فالإمارات عادةً لا تلتفت لمثل هذه الأبواق، فهي تسعى للتنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار العراق، والاستثمار كذلك في مختلف بلدان العالم.

وما لا يختلف عليه أبناء الخليج أنه كلما ازداد العواء حول الإمارات والكويت، فإن بلدانه تعلم أنه أوجع الأعداء الذين يهدفون إلى ضرب العلاقة القوية بينها.

المحاولة الأخيرة للوقيعة بين الإمارات والكويت سبقها بـ10 أيام إسفين للوقيعة بين السعوديين والإماراتيين بعد نشوب حريق في سفينة بميناء جبل علي بدبي، لكن حالة الهرج والمرج، والأمنيات الخائبة، والصيد الخبيث في المياه العكِرة، قطع أبناء السعودية والإمارات الطريق، قبل اكتمال خروجه من أوكار الحقد.

فما إن شب الحريق، حتى تسارع التضامن السعودي مع الإمارات، ليبرز الدفء في علاقات البلدين الشقيقين، ويٌسقط في أيادي من تمنوا للحظة أن يتغير شيء في تعاضد البلدين.

تغريدات بالأماني بالسلامة، وتعابير عن التضامن، استمرت خلال 40 دقيقة سيطر فيها الدفاع المدني على حريق سفينة في جبل علي، ليتحول الأمر إلى إشادة سعودية بأيادي الإمارات البطلة التي حولت المخاوف في الميناء العالمي إلى بردٍ وسلام، مع كتابة سطرٍ جديد في سجلّ بطولة السرعة والإنجاز.

Exit mobile version