مؤسسة بحثية تؤكد بأن حزبا داود أوغلو وباباجان يشكلان تهديدا لأردوغان


قامت مؤسسة بحثية تركية بالتأكيد على أن حزبي المستقبل بزعامة رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، والديمقراطية والتقدم بزعامة نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان يشكلان أزمة كبيرة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان.

وكان ذلك ضمن تصريحات صحفية صرح بها بكر آغيردير رئيس مؤسسة كوندا التركية للدراسات واستطلاعات الرأي والتي نقلها عنه يوم أمس السبت الموقع الإلكتروني لصحيفة سوزجو المعارضة.

وقال آغيردير في تصريحاته بأن استطلاعات الرأي في فبراير/شباط الماضي كانت تشير إلى أن نسبة المواطنين المترددين وغير المستقرين على حزب سياسي بعينه كانت تمثل 36%، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تكون الأصوات التي سيحصل عليها حزب العدالة والتنمية أقل من 30.%

وتابع المتحدث قوله بأن النظام الرئاسي المعمول به منذ عامين تقريبًا، بعد إلغاء النظام البرلماني، تم تقديمه وشرحه للأتراك باعتباره العصا السحرية، غير أنه بعد تطبيقه تبين أنه لم ينجح في حل أي من الأزمات التي تواجهها تركيا.

كما شدد على أن الحزب الحاكم بحاجة إلى تحقيق نجاحات جديدة كي يضمن بقائه، وأشار إلى حالة القلق التي يعاني منها نظام أردوغان خلال الآونة الأخيرة بسبب الأحزاب الجديدة التي دخلت الساحة السياسية مؤخرًا، في إشارة لحزبي داود أوغلو، وعلي باباجان.

وأضاف آغيردير في نفس الصدد بأن الحزب الحاكم ينتهج ساسة قائمة على التوتر والقلق؛ لذلك يسعى لتبني سياسات قائمة على تجريم الأحزاب السياسية، وهذا ليس خطرا موجها لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي فقط، وإنما موجه لأحزاب المعارضة كلها الشعب الجمهوري والخير والسعادة.

وأوضح أنه في الكثير من الأحيان بدلًا من تحقيق النجاحات، يتم خلق سياسات التوتر.. فالعقلية العامة قائمة على وجود أعداء داخليين وخارجيين، مضيفًا سياسة الاستقطاب لن تضيف أي جديد إلى التحالف الحاكم في البلاد، وذلك في إشارة منه إلى تحالف الجمهور الذي يتشكل من حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية المعارض.

وفي نفس السياق، أكد آغيردير من جديد على أن حزبي المستقبل، والديمقراطية والتقدم يشكلان أزمة كبيرة لحزب العدالة والتنمية، وقال: من المؤكد أن الحزبين سيتاح لهما مع حلول نهاية العام المشاركة في أي انتخابات. وأرى أنه لا صحة لادعاءات أن كلا منهما لن يحصل على أكثر من 5%.

 

وأشار رئيس مؤسسة كوندا إلى أن داود أوغلو بات في الفترة الأخيرة يوجه انتقادات حادة لنظام أردوغان، مشيرًا إلى أن السبب وراء الموقف العنيف لحزب العدالة والتنمية تجاه هذه الأحزاب الجديدة، المنشقة عنه، يرجع إلى أن الأصوات التي ستحصل عليها تلك الأحزاب ستؤثر على قاعدته الانتخابية، واسترسل قائلا بأن الأتراك بدأوا ينفضون من حول حزب أردوغان، إلا أنهم لا يجدون حزبا جديدا مناسبا لفكرهم للالتفاف حوله،

 

في حين أعلن تحالف الجمهور، استعداده لتبني خطة لمنع انتقال نواب وأعضاء من التحالف لحزبي المستقبل والديمقراطية والتقدم بقيادة باباجان، كما يسعى الحزب من وراء تلك التعديلات منع الحزبين المذكورين من الحصول على مقاعد داخل البرلمان، وبالتالي فلن يصبح من حقهم الدخول في الانتخابات إذ تنص المادة 36 من قانون الأحزاب السياسية التركية على أنه من حق أي حزب سياسي أن يخوض الانتخابات بشرط أن يكون لديه على الأقل 20 نائبًا.

كما أفادت العديد من وسائل الإعلام التركية مؤخرًا بأن تحالف الجمهور قد شرع في التحرك مبكرًا وذلك من خلال خطة تشمل مقترحات تهدف بالأساس إلى إجهاض محاولات نواب تابعين للتحالف من الانضمام لصفوف أحزاب أخرى معارضة.

وقد جاء هذا التحرك بعد أن أعلن نحو 63 نائبًا بالبرلمان التركي عن العدالة والتنمية نيتهم في الاستقالة من الحزب والانضمام لصفوف حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة باباجان.

وقال من جانبه الكاتب التركي، عبد القادر سلفي الموالي لأردوغان بأن الخطة أعدها تحالف الجمهور حتى يمنع من خلالها انضمام النواب لأحزاب المعارضة عامة، وبالتحديد حزبي المستقبل والديمقراطية والتقدم حيث تتضمن اقتراحين من حزب الحركة القومية و4 مقترحات من العدالة والتنمية، بينما اقترح حزب الحركة القومية أن يظل النائب الذي استقال من حزبه مستقلًا لمدة عام واحد، أو أنه لا يمكن أن ينتقل نائب من حزب سياسي لآخر قبل الانتخابات بعام.

بينما اقترح حزب العدالة والتنمية الحاكم أن النائب لا يمكنه العودة إلى حزبه الأول مرة أخرى بعد الاستقالة من الحزب البرلماني والانتقال إلى حزب آخر،

واقترح كذلك أن النائب المستقيل من حزبه لا يمكنه الانتقال إلى حزب آخر في غضون 6 أشهر، فيما جاء في مقترحه الثالث أنه لا يمكن لحزب نقل عدد كبير من أعضاء البرلمان لتشكيل مجموعة في المجلس، ليطالب المقترح الرابع باستمرار النائب المستقيل من حزبه على صفته مستقلًا حتى نهاية الفترة التشريعية.

هذا وكشف في وقت سابق وزير تركي سابق كان ينتمي لحزب العدالة والتنمية عن اعتزام 63 برلمانيًّ تقديم استقالتهم من حزب أردوغان، والانتقال لصفوف حزب باباجان، حيث جاء ذلك وفق تصريحات صرح بها وزير العمل والتأمينات الاجتماعية الأسبق، ياشار أوقويان، والذي كان ينتمي للحزب الحاكم، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة سوزجو المعارضة يوم الأربعاء الماضي.

ويشار إلى أن حزب العدالة والتنمية يعرف ومنذ فترة مجموعة من الاضطرابات والاستقالات إذ كان أبرزها، استقالة باباجان، في يوليو الماضي، وداود أوغلو يوم 13 سبتمبر الماضي، وقيامها بإنشاء حزبين مناهضين للعدالة والتنمية.

Exit mobile version