تعاون إيراني-مصري لاحتواء أزمات الشرق الأوسط


بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة العديد من الملفات في مقدمتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان وسط مخاوف من توسعها خاصة بعد التهديدات الإسرائيلية بالهجوم على ايران وتحذير الحرس الثوري من تداعيات ذلك وخاصة خطوة نشر منظومة ثاد الأميركية المتطورة.
ووصل عراقجي إلى القاهرة الليلة الماضية قادما من الأردن وهي أول زيارة من نوعها منذ سنوات في إطار جولة بالشرق الأوسط فيما ستفتح الزيارة كذلك الباب لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وذكر المتحدث باسم رئاسة المصرية أن اللقاء ركز على “التطورات الجارية بالمنطقة، حيث أكد الرئيس الموقف المصري الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع وضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة”.
وأضاف “السيسي شدد في هذا السياق ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين”.

وتصاعد التوتر تحسبا لهجوم إسرائيلي متوقع على إيران ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
وجاء ذلك في أعقاب صراع متصاعد بوتيرة سريعة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وزار عراقجي السعودية وقطر والعراق ولبنان والاردن ضمن جولته بالمنطقة فيما يتوقع أنه سيتوجه الى تركيا.

ولا يستبعد أن تطلب ايران من مصر الوساطة مع الولايات المتحدة لايجاد مخرج للصراع القائم في المنطقة ومنع اسرائيل من شن هجوم واسع على طهران بعد تهديدات نتنياهو.
وكانت العلاقات بين مصر وإيران متوترة عموما في العقود الماضية، لكن البلدين كثفا الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي مع سعي مصر لدور الوساطة.
وسافر وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى طهران في يوليو/تموز لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني وهو ما أثار قلق بعض الدول مثل إسرائيل والولايات المتحدة.
وعبر القادة الإيرانيون عن سعيهم للرد على أي هجوم إسرائيلي خاصة بعد معطيات كشفتها وسائل الاعلام الأميركية بشأن مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضرب قواعد عسكرية إيرانية واستثناء المواقع النفطية والنووية.
وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل الخميس بضربة “موجعة” في حال هاجمت أهدافا إيرانية قائلا في خطاب للاسرائيليين “إن ارتكبتم خطأ وهاجمتم أهدافا لنا في المنطقة أو في إيران فسنوجه مجددا ضربة موجعة لكم”. وكانت إيران أطلقت حوالى 200 صاروخ على اسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت طهران إن الهجوم جاء ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله واللواء في الحرس الثوري عباس نيلفروشيان في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول/سبتمبر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم بطهران في 31 تموز/يوليو نُسب للدولة العبرية.
وتعهدت إسرائيل بالرد حيث قال وزير دفاعها يوآف غالانت إنه سيكون “فتاكا ودقيقا ومفاجئا”. وأتى كلام سلامي خلال مراسم تشييع نيلفروشان في اصفهان (وسط).
وفي خطابه، ندد سلامي بتسليم الولايات المتحدة منظومة ثاد المضادة للصواريخ لإسرائيل مؤكدا انها لا تشكل درعا “موثوقة” لصد هجوم إيراني قائلا “انتبهوا، نحن نعرف نقاط ضعفكم وأنتم تعرفونها أيضا جيدا”.
ومثل تسليم الجيش الأميركي منظومة “ثاد” المتطورة للدولة العبرية محاولة لطمأنة الإسرائيليين الذين طالبوا بمزيد من الدعم في مواجهة التهديدات التي تطالهم من قبل طهران ووكلائها.
 

Exit mobile version