سياسة

اليمن.. الإخوان يخططون لاجتياح عدن


قامت مصادر سياسية يمنية مطلعة بالتحذير من انهيار العلاقة بين التحالف العربي والشرعية اليمنية على خلفية تجاهل الأخيرة لتحذيرات التحالف من مغبة السير قدما باتجاه تفجير الوضع العسكري في المحافظات الجنوبية، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه الميليشيات الحوثية محافظة مأرب بعد أن سيطرت على نهم والجوف.

وقد لفتت المصادر إلى رفض قيادات نافذة في الشرعية تنفيذ اتفاق الرياض واستمرت في التحشيد العسكري في منطقة شقرة شرقي مدينة عدن استعدادا لمهاجمتها، وقد أكدت مصادر ميدانية وصول تعزيزات عسكرية جديدة للشرعية إلى المنطقة بقيادة قائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران القباطي.

هذا وقد أشارت أيضا المصادر إلى أن التصعيد قد وصل إلى مستوى متقدم في ظل الانتقادات التي وجهتها الحكومة السعودية على لسان سفيرها في اليمن محمد آل جابر والذي عبّر هو الآخر عن رفض بلاده، التي تقود التحالف العربي وترعى اتفاق الرياض، للمناورات العسكرية التي قامت قوات تابعة للشرعية بإجرائها في شقرة قبل أيام.

وحسب ما كشفت عنه مصادر خاصة للعرب، فقد وصلت تعزيزات عسكرية برفقة مهران القباطي إلى شقرة حيث تتكون من مجاميع من الإخوان تتبع الشيخ القبلي الإخواني الموالي لقطر حمود سعيد المخلافي، والذي قد افتتح معسكرات في محافظة تعز بتمويل قطري من أجل سحب المقاتلين من جبهات صعدة.

وذكرت المصادر نفسها بأن المخلافي قد دفع بمئات العناصر الإخوانية الانضمام للمعسكر الذي افتتحه القباطي في منطقة طور الباحة بين محافظتي تعز ولحج تحت عنوان تجميع عناصر الحرس الرئاسي في مقرّ اللواء الرابع مشاه جبلي الذي يضم عناصر حزب الإصلاح.

وتابعت المصادر بأن خطة الإخوان، التي تهم إعادة اجتياح عدن، تعتمد بالأساس على مهاجمة المدينة من الشرق إذ تحتشد قوات إخوانية قادمة من مأرب، إلى جانب الهجوم على محافظة لحج شمال عدن في توقيت متزامن بواسطة ميليشيات الحشد الشعبي الإخواني في تعز بقيادة حمود المخلافي، واللواء الرابع مشاه جبلي، واللواء الخامس حماية رئاسية في تعز الذي يقوده الجهادي عدنان رزيق.

وحسب مصادر العرب، فإن الإخوان يحاول دفع المجلس الانتقالي الجنوبي لتركيز قوته العسكرية الضاربة في زنجبار وجعار والمناطق المواجهة لشقرة شرقي عدن وذلك في الوقت الذي تحتشد فيه قوات إخوانية وأخرى تابعة للحرس الرئاسي على مشارف محافظة لحج شمال عدن بهدف إرباك المجلس الانتقالي والقيام مباغتته.

ووفق ما تشير إليه المصادر، فإن الإخوان المسلمين يستغلون حالة الهدنة غير المعلنة بينهم وبين الحوثيين في محافظة تعز لتنفيذ المخطط، الذي يستهدف اجتياح محافظتي لحج وعدن، في الوقت الذي تنخرط فيه قوات كبيرة تابعة للمجلس الانتقالي في مواجهة مفتوحة مع الحوثيين في محافظة الضالع والتي تعتبر بمثابة المعقل الأساسي والمخزن البشري لقوات الانتقالي، بالإضافة إلى منطقة يافع التي تتعرض لتهديدات حوثية بمهاجمتها.

هذا وقد أكدت أيضا مصادر مطلعة للعرب وجود اتفاق غير معلن بين الحوثيين والإخوان في تعز برعاية قطرية ودعم من تيار داخل سلطنة عمان، الأمر الذي يفسر عدم مهاجمة الحوثيين للمحافظة والتي تعتبر حسب خبراء عسكريين هدفا سهلا للحوثيين مقارنة بالجوف ومأرب.

وقد أشارت المصادر ذاتها إلى أن الهيمنة الكلية التي يقوم بها كلّ من الإخوان والدوحة على القرار السياسي والعسكري في محافظة تعز، وخوض أغلب الوحدات العسكرية والقيادات السياسية في المحافظة لسيطرة الدوحة عن طريق عملاء محليين مثل الإخواني حمود المخلافي قد حالت دون استهداف الحوثيين للمحافظة التي تعد بحسب المعايير العسكرية لقمة سائغة.

وتابعت بأن تعز قد أصبحت نواة مشروع التنسيق القطري الإخواني-الحوثي، إذ ستصبح بمثابة منصة لحشد القوات باتجاه عدن لمقاتلة المجلس الانتقالي ومن ثم باتجاه الساحل الغربي لاستهداف الساحل الغربي، قبل أن تتحول إلى قاعدة سياسية وشعبية وعسكرية لمناهضة التحالف العربي بقيادة السعودية.

غير أن هذه المواصفات لم تتهيّأ في محافظات أخرى حيث يهيمن عليها الإخوان مثل الجوف ومأرب وذلك يرجع لوجود مكوّنات اجتماعية وقبلية وسياسية قوية معارضة للتقارب الإخواني- الحوثي والذي ترعاه شخصيات سياسية وقبلية محسوبة في معظمها على الإخوان وتتواجد في الدوحة ومسقط وإسطنبول، والتي تسعى هي الأخرى إلى لعب دور فاعل في اليمن على طريقة تدخّلها في سوريا وليبيا إذا ما جرت إزاحة القوى المناهضة لها في اليمن مثل المجلس الانتقالي وقوات طارق صالح.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى