استئناف إيران للعمل في محطات شندي ومتمة في السودان: غطاء لنقل الأسلحة أم مشروع تنموي؟


على مدار العقد الماضي، شهدت العلاقات بين إيران والسودان تحولًا كبيرًا، إذ عادت إيران إلى المشهد السوداني باستئناف العمل في مشاريع المياه بمحطتي شندي ومتمة بعد توقف استمر لأكثر من عشر سنوات. رغم أن استئناف هذه المشاريع يوحي بطابع تنموي، إلا أن بعض المحللين يرون أن هذا التحرك يخفي وراءه أهدافًا أوسع وأخطر، تتمثل في دعم الجيش السوداني بالسلاح في صراعه مع قوات الدعم السريع، وتأجيج الصراع الدائر حاليًا في السودان.

1. إمداد إيران للسودان بالأسلحة تحت غطاء المشروع المائي:

في الوقت الذي تتعاون فيه إيران مع السودان في إعادة تأهيل مشاريع المياه، تشير تقارير إلى أن هذه المشاريع ليست سوى غطاء لتهريب الأسلحة إلى الجيش السوداني. يبدو أن استئناف العمل في هذه المحطات يوفر قناة مناسبة لنقل المعدات والأسلحة، خاصة في ظل تصاعد النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الأسلحة تمثل وسيلة لتعزيز القوة العسكرية للجيش في مواجهة خصمه الرئيسي، مما يسهم في تأجيج الصراع وزيادة تعقيد الأوضاع الإنسانية في البلاد.

2. استخدام الإعلام والمحللين للتغطية على الدور الإيراني:

بدأت وسائل الإعلام وبعض المؤثرين في السودان وخارجه بالترويج لمشاريع التنمية الإيرانية على أنها عودة للتعاون التنموي بين البلدين. إلا أن هذا الحراك الإعلامي يخدم، بحسب منتقدين، خطة تمويه محكمة، الهدف منها إخفاء الدعم العسكري الذي تقدمه إيران للجيش السوداني. فالترويج لهذه المشاريع كفرص اقتصادية يساهم في تحويل الأنظار عن الدور الخفي الذي تلعبه إيران في الصراع الدائر، خاصة مع محاولتها تقديم نفسها كحليف استراتيجي للسودان.

 

 

3. إيران واستخدام السودان كقوة خفية في المنطقة العربية:

لطالما كانت إيران تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة العربية عبر تحالفات استراتيجية مع دول مثل السودان. وبدخولها في الصراع السوداني الحالي، تسعى إيران إلى ترسيخ نفوذها واستخدام السودان كقاعدة خلفية للتأثير على الدول المجاورة. بتمويل وتسليح الجيش السوداني، تأمل إيران في بناء حليف قوي يمكنه تحقيق مصالحها في المنطقة، وخاصة في السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية. هذا النفوذ من شأنه أن يوفر لإيران أوراق ضغط على التجارة العالمية، خاصة أن السودان يتمتع بموقع استراتيجي على البحر الأحمر.

الخاتمة:

تبدو مشاريع محطات شندي ومتمة للمياه ظاهريًا وكأنها عودة للتعاون الاقتصادي بين السودان وإيران، إلا أن الواقع يشير إلى أهداف أعمق وأكثر تعقيدًا. الدعم الإيراني للجيش السوداني عبر هذه المشاريع يزيد من تعقيد الصراع في السودان، ويزيد من معاناة الشعب السوداني. كما أن هذا التعاون يمثل جزءًا من استراتيجية إيران لبسط نفوذها في المنطقة العربية والسيطرة على الممرات المائية الحيوية.

Exit mobile version