سياسة

أَرْدُوغَانُ.. كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوى


ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفرطاً في أحلام يقظته منادماً لنخب تنصيبه خليفة للمسلمين غارقاً في مستنقع وهم الشرق الأوسط الجديد، لتسييد جماعة الإخوان المفلسين على مصر والسعودية وبقية البلدان العربية، وتقسيمها إلى دويلات، وإسناد إدارة شؤونها إلى تركيا والإخوان المسلمين.

حيكت المؤامرة الكبرى بجنح الظلام فقيض الحكيم سبحانه لمصر الشقيقة وللعرب كافة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والشرفاء من أهل مصر، وأطاحوا بحلمهم المأفون بإسقاط الرئيس الإخواني محمد مرسي.

‏تمزق الإخوان شر ممزق، وفاقوا من سكرتهم ولم يفق الخليفة المنتظر أردوغان، وما زال يسير في إشغال العالم كله وليس الشعب التركي بهرطقاته مفتعلاً قضايا بالجملة، مختلقًا أعداء وهميين وشارعًا في صراعات وعداءات لقادة وشعوب عربية وغربية، وجعلهم شماعات لتشتيت الانتباه وشراء الوقت من أجل حل الأزمات المتفاقمة في البلاد وإخراجها من عنق زجاجة الانهيارات الاقتصادية المريعة.

‏وهو يظن بأنه قادر على صرف أنظار الشعب التركي بقضايا هامشية، والواقع أن محاولاته قد باءت وخاب سعيه بالفشل في انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بسياساته القمعية لشعبه ودعمه للجماعات الإرهابية وتبنيه لداعش واللعب بها كورقة لابتزاز الشرق والغرب.

‏لقد أشعل وأيقَظ نار الفتنة ضد السعودية بقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي وملأ العالم ضجيجًا بأدلة وحقائق مزعومة يعتقد أنها تدين السعودية، وجف حلقه وبُحّ صوته ولم يصدقه أحد. شن حربًا على الدول العربية المقاطعة لقطر ولم يأبه به أحد سوى الأمير القطري تميم الذي كافأه بمليارات من الريالات القطرية ولم تعد على الأخير إلا بالويل والثبور وعاقبة الأمور بخاتمة عسيرة انعكست عليه وعلى تنظيم الحمدين.

‏استعدى أردوغان العالم واستفزهم لمقاطعته وتركه يواجه طوفان الانهيار الاقتصادي وحده، عدا بعض الدول التي تلاعبت به لتحقيق مصالحها الخاصة دون أن تساعده على الخروج من أزماته .

‏واصل (الدَعِيّ) و(الشَّقِيُّ) هرفه شانًّا حملة إعلامية ضد مصر ورئيسها بسبب نجاحه في دعوة الأوروبيين إلى القمة في مصر، مدعيًا كذبًا وزورًا بأن مصر أعدمت واعتقلت الأبرياء من أذنابه من الإخوان فأتاه رد الرئيس المصري ملجمًا بنزاهة وعدالة القضاء المصري هو الذي أصدر أحكامه ضد الإرهابيين المجرمين، وأن مصر تبتعد عن مثل هذه الأساليب، ولن تنزلق إلى هذا المستوى.

‏أردوغان الذي اعتقل أكثر نصف مليون تركي، وأعدم الكثير بدون محاكمات في قضية الانقلاب المزعوم والمكذوب، ومع كل ذلك كان أولى به أن يفعل شيئًا بل وأشياءً إلا أنه لم يحرك ساكنًا تجاه بقية شعبه والموالين وتركهم فريسة للتضخم وانهيار العملة وعزوف السواح عن السفر الى تركيا وتفاقم المديونيات الترليونية.

‏أعتقد أن العرب يختلفون في بعض القضايا، لكنهم متفقون تماما على أن التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة هو تركيا، والأوروبيون أيضا يرونه أكبر تهديد بسبب جنونه والأوهام التي يعيشها (وهتلرياته) المجنونة والغبية .

‏يبدو لي أن مشروع أردوغان والإخوان كان صرحًا من خيال فهوى، مما يجعله حاليا يصيح ويسيء ويثرثر و… إلخ، بعد أن سقط مشروعه بالضربة القاضية على يد سلمان الحزم والعزم وأبنائه، وعيال زايد الكرام، وشعب مصر العظيم.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى