ماذا يحدث في اليمن؟
هذا المقال لتوصيف الواقع في اليمن، ويكشف باختصار القوة الخفية لتدمير اليمن، والتي تعرف بالحدود التي تلتقي مصلحتها مع المليشاوية الطائفية، ولا تتقاطع مع خطط بقائها في الحكم.
فبعد دراسة مستفيضة، فإن ما حدث في 11 فبراير 2011 هو استبداد حل محل استبداد، بينما ما حدث في 21 سبتمبر 2014 أخذ شكلاً قانونياً يسمى الانقلاب، بينما الواقع يتحدث عن الاستبداد المليشاوي الطائفي، ويقوم بمواجهته الاستبداد الذي صنعه الإسلام السياسي حتى اليوم.
اليمن مخيرة ما بين الاستبداد أو الإرهاب، والمليشاوية الطائفية أو الإسلام السياسي، بينما اليمن لن تتقدم وتستقر إلا إذا خلت مؤسساتها المدنية، والأمنية، والعسكرية، والتنموية من كل ما سبق.
فاعلو الحراك المدني بحاجة للتحرر من الجميع، وهذا ما يفتقرون إليه منذ عقود.. هذا الطموح الإستراتيجي يصطدم بما يمتلكونه من شبكة إعلام، وحشود تعد الحديقة الخلفية للبضاعة الطائفية والحزبية.
هناك مساحة يأس من الأحزاب الدينية، والجماعات الطائفية في اليمن، لكن الحراك الشعبي من خارج الولاءات السياسية، والفئوية والمناطقية، والبلطجية المليشاوية مصادر القرار، وهذا يعني بأن تسليح الجيش في خضم هذه المعمعة هو ترقيع مؤقت بانتظار حل سياسي إستراتيجي.
جماعة الحوثي تعد أهم المعضلات السياسية والعسكرية في اليمن، فهم لا يريدون دولة قوية لتبقى ذهنيتهم الدينية هي المسيطرة، وتحول الجيش المدافع عن التراب الوطني إلى جيش الطائفية الإقليمية في خروقات تعمق الخلاف وجذور العداء بين اليمنيين.
الحوثيون كيان غير قانوني يسعى لتشكيل الكتلة الأكبر تماسكاً كي تأخذ الشكل القانوني في الدولة اليمنية، وهذه الكارثة بأم عينها. لماذا؟ تبييض الإرهاب عندما يكون رعاته في صناعة القرار ثم تبييض مبالغ ضخمة مخصصة للجماعات الإرهابية.
لو عملنا تحليلاً جذرياً وإستراتيجياً للعدد من الخبايا والخفايا في اليمن على سبيل المثال:
1. العلاقة الوطيدة بين جريمتي تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
2. خفايا الماضي والمشهد.
3. خفايا شبكة الاقتصاد والفساد.
4. خفايا حرب التحالفات وجمع المتناقضات.
5. خفايا المشروع التخريبي في اليمن.
6. خفايا المجتمع الحوثي أو الإخونجي أو الحزبي المغلق.
7. الإرهاب وساحة الدم في اليمن.
8. خفايا المؤامرات لإسقاط الحكم الوطني في اليمن.
9. خفايا العمالة والارتزاق.
وتكون نتيجة تحليل خبايا الحرب والتحولات في اليمن بأننا تحصلنا في نهاية الأمر على:
1. خريطة طريق لبناء مجتمع يمني على الطريقة الحوثية في مناطق الانقلاب ليقابلها امتداد لخفايا اختراق الإخوان للمجتمع اليمني في مناطق السلطة الشرعية بإستراتيجية دور العبادة والربيع العربي.
2. نتحصل على نتيجة أخرى تتمثل في جعل المجتمع اليمني هو مجتمع إتجار سياسي، ووقود عسكري، وحلت عاصفة مدمرة على اليمن الكبير فيها سقطت هيبة القانون، وفقدان الأمن الاجتماعي، والأمن الغذائي والصحي، واحتضار العدالة وبطؤها، وانشغال أجهزة الأمن بالأمن السياسي أكثر من الاجتماعي، وراجت مختلف صنوف بضائع الإتجار السياسي والطائفي، لكن الإتجار بالبشر والمخدرات داخل اليمن بالرجوع لعدد الضحايا والمعتقلين هي الخلاصة البحثية لما يدور ويحدث باليمن في وقتنا الحالي.
نقلا عن الأيام