سياسة

لبنان.. الاحتجاجات في مختلف المناطق مازالت مستمرة


مازالت الاحتجاجات الشعبية مستمرة في مختلف المناطق اللبنانية، بالرغم من محاولات أحزاب السلطة السياسية الحاكمة ترهيب وتخويف المتظاهرين لإنهاء الاعتصامات وموجة الاحتجاجات العارمة التي انطلقت في 17 أكتوبر الماضي.

هذه الاحتجاجات تتزامن مع حراك سياسي واتصالات نشطة على أكثر من مستوى قبل يومين من موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا الرئاسي، وذلك بعد تأجيلها يوم الاثنين بطلب من رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري.

النبطية تُقاوم الترهيب

وقد خرج مئات المعتصمين للتظاهر في شوارع مدينة النبطية (جنوب لبنان)، مساء يوم الثلاثاء، محتجين على تحطيم مجموعات مناصرة لحركة أمل ومليشيا حزب الله لخيامهم ليل الثلاثاء.

وقد سار المئات من المتظاهرين في شوارع مدينة النبطية الجنوبية، وهو يرددون هتافات ضد الطبقة السياسية ومن أسموهم الشبيحة، وذلك في إشارة إلى المجموعات التي اعتدت على نقطة التجمع الأساسية للتظاهرات في المدينة، بعد توتر ساد شوارع بيروت وعددا من المدن الأخرى.

وقد قامت قوات الأمن اللبنانية بالتصدي للمتظاهرين في محاولة لفض المسيرة التي رفعت شعار وين كنتوا مبارح بمعنى (أين كنتم بالأمس) وذلك في إشارة إلى عدم تدخل القوات الأمنية ليل الاثنين، الثلاثاء، أثناء قدوم المجموعات الحزبية والاعتداء على الخيام.

أما في صيدا بجنوب البلاد، فقد عاد المتظاهرون بالمئات إلى تقاطع إيليا في المدينة، وهو يرددون شعارات منددة بسياسة أحزاب السلطة وأفعال مناصري أمل وحزب الله في المدينة بعد إقدامهم أيضا على الاعتداء عليهم وتحطيم خيام المعتصمين.

كما شهدت أيضا بيروت ليلة عنيفة بين قوات الأمن والجيش اللبناني ومناصرين حزبيين لأمل وحزب الله، وقد عاد المتظاهرون إلى خيامهم، رافضين محاولات فض الاعتصامات بأساليب أمنية أصبحت معروفة لدى الجميع، حسب ما ذكره أحد الناشطين.

رفض للفيديو المشبوه

وقد أثار انتشار فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يسيء للطائفة الشيعية ورموزها، غضبا واسعا لدى بعض مناصري حركة أمل وحزب الله، الأمر الذي دفع بعضهم إلى النزول إلى الشارع بالمئات، ومحاولة اقتحام خيام الاعتصامات في بيروت، وتحطيم خيم المعتصمين في الفاكهة في البقاع وفي النبطية وصيدا جنوب لبنان.

وقد اكتشف بأن الفيديو الذي وصف بالمسيء والمذهبي، تم تصويره من شاب يقيم خارج لبنان، ولا ينتمي للمتظاهرين، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التساؤل عن سبب هجوم المجموعات الحزبية على وسط بيروت، وإحراقهم الممتلكات العامة والسيارات، واشتباكهم مع الشرطة والجيش.

وقد حاولت قيادات دينية تهدئة الشارع وسط مخاوف من تحول هذه الحادثة إلى اشتباك طائفي بين المناطق، وقد أكد المتظاهرين ألا علاقة بالفيديو، واتهموا السلطة السياسية وأحزابها وأجهزتها بتحريك الشارع بشكل مقصود لإنهاء الاحتجاجات العارمة التي رفضت أي شعار طائفي أو مذهبي أو مناطقي، وتمكنت من توحيد الشعارات والمطالب الاجتماعية.

جدار العار يرتفع في بيروت

في حين قد بدأت شرطة مجلس النواب في وسط بيروت، يومه الثلاثاء، إقامة حاجز حديدي على مداخل مجلس النواب لجهة بلدية بيروت، وذلك بعد الاحتجاجات الصاخبة التي نظمت قبل أيام وتسببت في اشتباك بين المتظاهرين والقوات الأمنية وشرطة المجلس، وتعرض العشرات للضرب والاعتقال.

وقد وصف المتظاهرون الحاجز الحديدي الذي يرتفع مترا واحدا بـجدار العار، وقد وجهوا انتقادات لاذعة لشرطة مجلس النواب وللسلطة اللبنانية التي تخاف من الشعب، بحسب وصفهم.

ومن جانبه، فقد قال أحد الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي بأن جدار الخوف قد سقط في 17 أكتوبر الماضي، بينما السلطة السياسية المرتبكة والمرعوبة من غضب الشعب تبني الجدران لتحمي نفسها ومبنى البرلمان.

بينما أوضحت قيادة الجيش بأن ما يتداوله بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن ضغوط وتدخلات سياسية يتعرض لها الجيش لإطلاق موقوفين لديه هو كلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا.

وأضافت أيضا بأن القانون هو المعيار الأوحد الذي تستند إليه المؤسسة العسكرية في عملها حيث أن أي شخص يتم توقيفه يخضع للتحقيق والاستجواب وفق الأصول القانونية. وقد جددت قيادة الجيش دعوتها إلى عدم اختلاق ونشر أخبار تتناول عمل المؤسسة العسكرية تحت طائلة المساءلة القانونية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى