صحيفة لوموند تدعو العالم للتدخل السريع من أجل إنقاذ أفريقيا من تفشي كورونا


قامت صحيفة لوموند الفرنسية بدعوة دول العالم إلى التدخل السريع من أجل إنقاذ أفريقيا من كارثة حتمية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في القارة السمراء.

وفي افتتاحيتها تحت عنوان هزيمة (كوفيد-19) تعني مساعدة أفريقيا، أوضحت بأنه على القارة السمراء أن تستعد للأسوأ وذلك لأن عدم التدخل هو بمثابة مجازفة قد تصل عواقبها إلى العالم كله، بينما رصدت نجاة 5 دول أفريقية رسميا من كورونا.

وذكرت الصحيفة الفرنسية بأن البلدان المتقدمة، وقبل كل شيء الأوروبيون، لن يخرجوا من الكابوس إذا استمر الفيروس في الانتشار بسبب تراجع التعاون الدولي، مضيفة بأن أفريقيا يجب أن تستعد للأسوأ عندما يتعلق الأمر بوباء فيروس كورونا المستجد. هذه هي رسالة الإنذار التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية قبل أسبوع.

كما أشارت الصحيفة بأنه حتى لو ظلت القارة، بمنأى نسبيا عن تفشي الوباء، فإن العديد من المتخصصين ينتابهم القلق بشأن كارثة محتملة في بيئة تفتقر بشدة إلى القدرة الطبية على التعامل مع تدفق المرضى.

وتابعت أيضا بأنه بينما تتجه البلدان المتقدمة لحماية نفسها، وتكرس جهودها بالكامل ضد جائحة اعتقدت أنها آمنة منها، في الوقت الذي يشهد فيه العالم مخاوف من أزمة اقتصادية، فإن أفريقيا في خطر، وسيكون من الجبن والمجازفة الثقيلة أن نترك أفريقيا بمفردها في تلك الجائحة.

هذا وأشارت أيضا لوموند إلى أنه ومنذ منتصف فبراير الماضي، حذر مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، الذي كرّس مؤسسته لمكافحة الأوبئة في أفريقيا، من اللامبالاة العامة، وشدد على أن تأثير (كوفيد-19) على القارة السمراء سيكون أخطر من الصين، ويمكن أن يتسبب في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص.

 

وذكرت أيضا الصحيفة الفرنسية بأن القلة أخذت تحذيره بجدية، ومثلما كان الأوروبيون ينظرون منذ فترة طويلة إلى الفيروس على أنه شأن صيني، يعتقد الأفارقة أنهم نجوا، حتى إن البعض يعتبرونه مرضًا أبيض، لا يصيب إلا البيض.

لقد تأثرت فعلا 46 دولة أفريقية بالفيروس، حيث تم تسجيل 4756 حالة مصابة و146 حالة وفاة، ولفتت لوموند إلى أن 57 مليون جنوب أفريقي، و20 مليون نسمة في لاجوس المترامية الأطراف (نيجيريا) ملزمون بتدابير الحجر الصحي وتقييد الحركة، إلى جانب إعلان حالة الطوارئ من السنغال إلى زيمبابوي ومن المغرب إلى رواندا.

وقالت الصحيفة ذاتها: ماذا يعني تدابير الحجر المنزلي للأفارقة الذين يعانون من نقص المعدات، ويقتصر اقتصادهم على البقاء على قيد الحياة وليس التنمية، ويضطرون إلى الخروج إلى عملهم في النهار لكسب الرزق؟ ماذا سيأكلون في المساء إذا بقوا في منازلهم نهاراً؟.

وأفادت أيضا قول رئيس بنين، باتريس تالون بخصوص تدابير الحجر حيث قال: إذا اتخذت إجراءات تجويع السكان، فسوف ينتهي بهم الأمر إلى السخرية من دون التمكن من تحقيق الأهداف، موضحة بأن القلق يزداد في ظل نقص المعدات الصحية الهائلة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي لديها طبيب واحد و10 أسرّة ومستشفى لكل 10 آلاف نسمة، مقابل 36 طبيباً و 51 سريرًا في الاتحاد الأوروبي، وفي فرنسا 23 طبيباً و61 سريراً لكل 10 آلاف نسمة.

ووفق الصحيفة، فيرجح بأن تتفاقم الكارثة التي تلوح في الأفق بسبب النزاعات القائمة، والتي ترتفع في منطقة الساحل وليبيا، والكوارث الاجتماعية الناتجة عن التنظيمات الإرهابية.

وقالت لوموند بأن هناك 5 دول أفريقية من بين الدول القليلة في العالم التي لم تبلغ حتى الآن عن أي حالة من حالات مصابة بالفيروس وهم: ليسوتو وملاوي وجزر القمر وساو تومي وبرينسيبي وجنوب السودان، وكان ذلك قبل أن تغادر بوروندي القائمة بإعلان ظهور حالتين يومه الثلاثاء.

Exit mobile version