صحة

شرطة ألمانيا تبحث إمكانية استخدام النحل لمكافحة المخدرات


تبحث الشرطة الألمانية إمكانية استخدام النحل من أجل تعقب رائحة المخدرات مثلما تفعل الكلاب المتخصصة، وقد ذكر المتحدث باسم نقابة الشرطة ميخائيل تسيلاسكو:علينا ألا نضحك من الموضوع، وأضاف: نتعامل مع الفكرة بشكل جاد.

وقد قامت الشرطية سونيا كيسلر (22 عاما) التي تهوى تربية النحل، بتقديم الفكرة خلال بحث تخرج للحصول على الشهادة الجامعية، تحت عنوان نحل تعقب المخدرات.. ثورة في العمل الشرطي، وقد تضمن البحث بأن الكلاب التي يعتمد عليها في الكشف عن المخدرات غير قابلة سوى للاستخدام لوقت قصير، وتركز فقط على شخص بعينه، إلى جانب أن تدريبها مجهد ومكلف، فلماذا لا يتم استخدام  النحل مكان الكلاب البوليسية؟ وقد كُرمت كيسلر بجائزة استثنائية على بحثها من قبل مؤتمر الشرطة الأوروبية.

في حين قد أشار تسيلاسكو إلى أن النقابة قد تلقت الكثير من الردود الإيجابية على الفكرة، وقال بأنه من الممكن مثلا استخدام النحل لخدمة الشرطة، وذلك كتكملة مفيدة للكلاب المدربة على تعقب المخدرات، وقد نصح المسؤولون في الشرطة بأخذ رأي الجمارك لمعرفة مدى إمكانية استخدام النحل في المساعدة على فحص محتوى الحقائب. ووفق ما ذكر خبراء، فإن النحل يمتلك حاسة شم رائعة، إضافة بالإضافة إلى إمكانية تدريبه على التعرف على الروائح والإبلاغ عنها.

ومن جهته، فقد أوضح بيتر روزينكرانس، رئيس هيئة علوم النحل بولاية بادن فورتمبرج التابعة لجامعة هوهينهايم: يتم الاحتفاظ بالنحل في مكان ما، أنبوب مثلا، وبذلك يتدرب النحل على اشتمام مادة بعينها، ويلعق في الوقت ذاته محلولا من السكر، وبعد تكرار العملية بضع مرات يصبح النحل متخصصا في هذه الرائحة.

وأضاف: بمجرد اشتمام هذه الرائحة يبرز إبرته التي يمتص بها الرحيق، لأنه يتوقع الحصول على مكافأة حلوة المذاق، ويكون إبراز الإبرة المرادف هنا لانقضاض الكلب البوليسي على مصدر المخدرات، وذكر  أيضا روزينكرانس بأن قدرة النحل على اشتمام الروائح حساسة للغاية، وتقترب من قدرات الكلاب.

وأشار بأنه قد قام بنفسه أثناء دورات دراسية بتدريب النحل على التعرف على ماركات سجائر مختلفة، وقد قال بأنه من الممكن استخدام 20 نحلة فقط موضوعة في حاوية تشبه الحقيبة، من أجل الكشف عن المخدرات في محطات القطار أو عند فحص الأمتعة في المطارات، وأكد بأنه تم اختبار هذه الفكرة عمليا.

ويعتقد أيضا خبير النحل روزينكرانس بأن فكرة كشف النحل عن المخدرات داخل الحقائب ممكنة من ناحية المبدأ، غير أنها غير صالحة للتطبيق العملي، وأشار في ذلك إلى وجود معوقات منها قصر فترة حياة النحل والخبرة المطلوبة لتدريبه واستخدامه لتعقب المخدرات والمتفجرات.

ويرى روزين كرانس بأن فكرة إطلاق النحل في مساحات واسعة للكشف عن مزارع المخدرات أو غير ذلك فكرة واهمة، حيث قال: النحل ينصرف إلى المكان الذي يروقه أكثر، ولا يمكن السيطرة على النحل في المساحات الواسعة، وتحفيزه بالمحاليل الحلوة، خاصة بسبب صعوبة العثور عليه واستعادته مرة أخرى.

في حين جاء على لسان المتحدث باسم جمارك مدينة شتوتجارت توماس زيمان: سمعنا عن ذلك، وضحكنا من الفكرة، وأضاف: لدينا 9 كلاب بوليسية تعمل في جمارك مدينة شتوتجارت، للكشف عن المخدرات والمواد المخدرة وربما النقود والتبغ.

وقد شكك زيمان في إمكانية تدريب النحل، حيث قال بأن الجمارك ليست عدوة للنحل، إذ تعيش الكثير من خلايا النحل فوق سطح المقر الرئيسي للجمارك في شتوتجارت، ويستفيد منها موظفو الجمارك، إذ يحصلون على نحو 30 كيلوجراما من عسل الجمارك سنويا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى