سياسة

دانيا قليلات الخطيب: لبنان على مشارف حرب أهلية 


يعيش اللبنانيون أزمة طاحنة هي الأسوء في تاريخ البلد، إذ تغرق في أزمات سياسية واقتصادية متزايدة، وقبل أيام، توترت الأوضاع السياسية، بعد أن تم العثور على الشيخ أحمد الرفاعي، وهو من أشد المنتقدين لحزب الله، ميتاً يوم في شمال لبنان.

إذ اتهم معارضو حزب الله المجموعة بارتكاب جريمة القتل هذه، وسرعان ما أجرى ضباط مخابرات الجيش والأمن الداخلي تحقيقاً واعتقلوا الجناة، وعلى رأسهم أحد أقارب الشيخ المقتول، الذي كان لديه عداء طويل الأمد معه. 

ووفقا لمقال كتبته اللبنانية الدكتورة دانيا قليلات الخطيب، رئيسة مركز الأبحاث للتعاون وبناء السلام اللبناني بعنوان “الظروف في لبنان مهيأة للحرب الأهلية”، تقول فيه: إن هذا الحادث يوضح مدى توتر الوضع في البلاد، ولولا تحرك الجيش وقوات الأمن بسرعة لكان مقتل الرفاعي ليتحول إلى صدام طائفي، هذه المرة أنقذ الجيش الموقف، لكن يبقى السؤال: إلى متى يمكنه إبقاء الوضع تحت السيطرة؟ 

وضع غير مستدام

أوضحت الدكتورة دانيا الخطيب أن الجواب الواضح ليس لفترة طويلة، الوضع في لبنان غير مستدام؛ فالتوتر شديد جدا والعامل الوحيد الذي يمنع الانهيار التام هو الجيش، فقد قام قائد الجيش بحملة لجمع التبرعات لإطعام جنوده.

 وأشارت أنه في العام الماضي، تبرعت قطر بمبلغ 60 مليون دولار لمنع تفكك القوات المسلحة، وهو السيناريو الذي كان سيؤدي بالتأكيد إلى الفوضى، لكن ماذا بعد ذلك؟ عندما تنضب هذه الأموال، من سيكون المانح التالي لدفع رواتب الجيش، وإن وجد، فالوضع غير مستدام، لبنان بحاجة إلى دولة مناسبة ذات مؤسسات عاملة. 

صدام طائفي قائم

وقالت: “إذا أعدنا ما حدث في الشمال، بافتراض أن الجيش وقوات الأمن كانت معطلة ولم تحشد وتجري التحقيق، فماذا كان سيحدث؟ بالتأكيد، كان من الممكن أن يكون هناك صدام طائفي، ومع ذلك ، سارع الجيش إلى تبديد المغالطات بأن حزب الله قتل الشيخ وتهدئة الوضع، لكن حتى بعد أن خلص التحقيق إلى أن أحد أبناء عم الضحية هو المعتدي وأنها قضية شخصية بحتة، فإن التوتر الطائفي لم يتبدد بالكامل، ونشر عدة أشخاص على موقع تويتر صورة قديمة للجاني ونجله الذي كان أيضًا شريكًا له في جريمة القتل، يظهرون فيها مشاركتهم في حدث لحزب الله إحياءً لذكرى مقتل عماد مغنية المسؤول الكبير والمدبر السابق لعملياته، محاولة ربط المجموعة بشكل غير مباشر بجريمة القتل”.

عداء متزايد تجاه حزب الله

وترى الكاتبة أنه هذه المرة، تمكن الجيش من منع اشتباك واسع النطاق، لكن لن يكون هذا هو الحال بالضرورة لاحقًا، وأثيرت علامة استفهام أخرى حول جريمة القتل المتعلقة بالسيطرة الفضفاضة على الأسلحة في البلاد، وعثر الجيش في منزل المهاجم على مستودع أسلحة، قد يكون حزب الله مسلحاً، لكنه ليس الكيان المسلح الوحيد في البلاد، والعداء تجاهه يتزايد.

وأردفت قائلة: أن الجماعات المختلفة تلوم حزب الله على الوضع المؤسف الحالي، فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر الصرف من 1500 ليرة لبنانية إلى الدولار الأميركي إلى 80 ألفًا وقت كتابة هذا التقرير.  

الهجوم على الجيش 

وحسب مقالها أوضحت الكاتبة  أن هذه المرة تمكن الجيش من منع اشتباك واسع النطاق، لكن لن يكون هذا هو الحال بالضرورة لاحقًا، الجيش قليل الموارد ويعتمد على حيلة قائده، بينما يعتمد على ولاء جنوده وضباطه، ففي نفس الوقت، الجيش يتعرض للهجوم من قبل الطبقة السياسية، حيث يشن جبران باسيل  صهر ميشال عون، الذي يشعر بالإحباط من تلاشي آماله في خلافة والد زوجته، حملة شرسة ضد الجيش لأن قائده هو المرشح الأكثر تفضيلاً من بين المرشحين، سواء من المجتمع الدولي أو على الصعيد المحلي، ومن هنا تقترب البلاد من مواجهة داخلية.

وتابعت حديثها لافتة أنه كل يوم، هناك صدام من نوع ما، استطاع الجيش حتى الآن احتواء تلك الاشتباكات وتوطينها، لكنه منهك، وإذا انتشرت تلك الاشتباكات ووجد الجيش نفسه غير قادر على احتوائها، ستغرق البلاد في الفوضى، وهي فوضى قد تؤدي إلى حرب أهلية أخرى. 

إنذار لحزب الله

ذهبت الكاتبة بأنه يجب أن تكون حلقة مقتل الشيخ الرفاعي جرس إنذار لحزب الله، بأن موقعه لم يعد قابلاً للاستمرار، ولم يعد يتم التسامح مع هيمنته على البلاد، ولا يمكنه الحفاظ على مواقفها المتطرفة وأنه يجب أن يتنازل ويفهم أن صمام الأمان الخاص بها يجب أن يكون هو الحالة، لأن الدولة القوية فقط هي التي يمكن أن تبقي الجميع في مكانهم الصحيح. الدولة الضعيفة ستسمح بالتأكيد لـ «حزب الله» بالتوسع، لكنها تسمح لخصومه بمواجهته.  

حرب محتملة

وأنهت الكاتبة مقالها، بأنه على الرغم من أن الحرب الأهلية ليست في مصلحة أحد، فإن هذا لا يعني أنها لن تحدث، لا يذهب الناس إلى الحرب لأن من مصلحتهم القيام بذلك، فهم يفعلون ذلك لأنهم مهددون، وفي الوقت الحالي، يشعر حزب الله بالتهديد من المعارضة الداخلية المتزايدة، كما أن المعسكر المناهض له مهدد من هيمنة الحزب، وهذا هو السبب في أن الأطراف المختلفة يمكن أن تنجر إلى الحرب، وبالتالي، لا بديل عن الإصلاحات وعن وجود دولة تقدم الخدمات للشعب وتضمن القانون والنظام.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى