تقرير بريطاني يتوقع خروج قطر من مفاوضات السلام الأفغانية بسبب تحيزها وفشلها


توقعت صحيفة إندبندنت البريطانية من خلال تقرير لها، خروج قطر من إدارة مفاوضات السلام الأفغانية جراء فشلها وتحيزها لجانب حركة طالبان المسلحة التي صعدت وتيرة العنف في الأشهر الماضية.

ويعتبر الكثيرون في أفغانستان التأخير في بدء مفاوضات السلام إلى الإخفاق في استكمال عملية إطلاق سراح سجناء طالبان حسب رغبة الحركة المسلحة، بينما ألقى المسؤولون الأفغان باللوم على زيادة وتيرة الهجمات المسلحة من قبل طالبان مؤخرا.

وقالت الصحيفة، الإثنين، إن السبب الرئيسي لعرقلة دخول مفاوضات السلام الأفغانية إلى المرحلة العملية هي تدخلات الدوحة بهدف التأثير على مسارها، ويبدو أن الحكومة الأفغانية تحاول مؤخرا نقل مفاوضات السلام من العاصمة القطرية إلى مدن أخرى، حيث من المرجح أن تكون دبي أو جدة أو حتى إحدى المدن الألمانية، حسب التقرير.

وأشارت إلى أن هذا التغيير من جانب العاصمة الأفغانية كابول، مبعثه القلق من التدخلات القطرية المفرطة في عملية مفاوضات السلام الأفغانية التي يعول عليها لإنهاء الحرب داخليا، موضحة أن القطريين أقاموا علاقة وثيقة للغاية مع طالبان في السنوات القليلة الماضية، خاصة منذ افتتاح مكتب للحركة المسلحة في الدوحة، إلى الحد الذي أصبحت فيه وجهات نظر طالبان وإمارة قطر متشابهة للغاية.

هذه المسألة لطالما أثارت قلقا بالغا لدى الحكومة الأفغانية، وذلك خشية ظهور منافسات إقليمية جديدة على حساب سيادة أفغانستان، وفق التقرير.

ومنذ البداية، كانت الحكومة الأفغانية قد عارضت اختيار العاصمة القطرية الدوحة كمقر لمكتب حركة طالبان المسلحة، لدرجة أن افتتاح مكتب طالبان في قطر جرى دون إعلامها، ما جعل الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، يستدعى سفير كابول لدى قطر لفترة.

وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى وجود تحيز من جانب الإمارة الصغيرة في عملية السلام الأفغانية خلال العاميين الماضيين، بحيث رفضت حركة طالبان الاستعداد لبدء المفاوضات في أي بلد باستثناء قطر، لافتة إلى أن وجهات نظر طالبان وقطر تبدو قريبة للغاية بينما من ناحية أخرى تحتفظ الدوحة بعلاقات دافئة مع إيران التي تشن حاليا حربا بالوكالة ضد السعودية.

وأضاف أن الحكومة الأفغانية غير راضية على الإطلاق عن عقد مفاوضات السلام في الدوحة، وهو ما يخلق بدوره أرضية جديدة لدخول السعودية في عملية السلام باعتبارها أحد اللاعبين المؤثرين إقليميا.

وليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن دور قطر التخريبي في أفغانستان، فبين الحين والآخر، يكشف مسؤولين حاليين وسابقين أفغان، المزيد من التفاصيل حول ها الدور.

وفي سبتمبر 2019، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، أن حركة طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر تطلقها من قطر، مؤكدا أن الشعب لن يقبل سلاما غامضا لن يؤدي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام في البلاد التي مزقتها الصراعات لأكثر من نصف قرن.

ووصف المتحدث الرئاسي الأفغاني وجود قادة حركة طالبان في قطر بأنه شهر عسل ما يلبث أن ينتهي، وأن عملية السلام التي تم التفاوض عليها في الدوحة ولدت ناقصة عقيمة منذ البداية.

وكشف الرئيس السابق للأمن الوطني الأفغاني، رحمة الله نبيل، في مايو الماضي، تفاصيل تتعلق بصلات النظام القطري مع شبكات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بحركة طالبان الأفغانية، وأبرزها شبكة حقاني وتنظيم القاعدة.

وانتقد رئيس الاستخبارات الأفغاني سابقا، الدور القطري في بلاده، وبين أنه: عوضا عن مساعدة أفغانستان تقوم بتوظيف حركة طالبان كأداة للتحكم في الشأن الأفغاني، واستخدام الحركة لأهداف سياسية لا تخدم مصلحة أفغانستان ولا الشعب الأفغاني.

كما أعرب عن قلقه من العلاقات القطرية – الإيرانية وتدخلها في الشأن الأفغاني من خلال علاقتها بالجماعات المتطرفة.

Exit mobile version