انطلاق أعمال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في أبوظبي


انطلقت اليوم الأحد فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في العاصمة الإماراتية، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، وتتواصل فعالياته حتى الرابع من فبراير الجاري.

ويتزامن انعقاد المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة مع الزيارة التاريخية لكل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للإمارات، ويشارك فيه نحو 700 شخصية من قيادات وممثلي الأديان والعقائد المختلفة، ترجمةً لمكانة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة عالمية للتسامح والتعايش والحوار السلمي بين الأديان.

ويهدف المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتساهم في إعادة بناء جسور التواصل والتعارف والتآلف والاحترام والمحبة، ومواجهة التحديات التي تعترض طريق الإنسانية للوصول إلى الأمان والاستقرار والسلام وتحقيق التعايش المنشود.

وسيناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسة، تشمل: منطلقات الأخوَّة الإنسانية، وأهمية المبادرات والحوار المشترك لتحقيق التطور السلمي، والفرص المتاحة لضمان تعاون أوثق لتعزيز القيم المشتركة في المستقبل.

وينظم مجلس حكماء المسلمين الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له هذا المؤتمر بهدف جعله نقطة انطلاق في مسيرة تعزيز التسامح والتناغم بين جميع الأديان والعقائد حول العالم.

وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح في دولة الإمارات، وفي كلمة الافتتاح، عن ترحيبه بالوجود الملهم لهذه الشخصيات المتنوعة، وسعادته بزيارة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قائلا إن مبادئ الإنسانية والأخوة ومسؤوليات تحقيقها والتحديات التي تواجهها والفرص التي تقدمها هي محاور هذا المؤتمر…المؤتمر حدث متعدد الثقافات يشجع على الحوار والتآخي، وهو فرصة مثالية لإطلاق العنان لحكمتكم المشتركة، لافتا إلى أن الحكماء الاستثنائيين يسهمون في التنمية البشرية ويقرون بأهمية التعددية والتنوع.

وتابع قائلا: تعرفنا على الحكمة في الإمارات من مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان مفكرا إبداعيا، وكانت له قدرة استثنائية على الفهم المتعمق للأمور، وأكد أن دولة الإمارات فخورة بإرثها وإنجازاتها التي سمحت باستيعاب شعوب مختلفة من جميع أنحاء العالم.

يشار إلى أن زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات هي الأولى من نوعها إلى الخليج العربي، وهي المرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية لأي دولة في العالم مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بحجم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

وتشتمل الفعاليات الأخرى المصاحبة للزيارة على إقامة قداس بابوي شعبي يحييه قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ويتوقع أن يحضره نحو 135 ألفاً من المقيمين في الإمارات وخارجها.
وتكتسب هذه الزيارة المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات أهمية خاصة، بالتزامن مع احتفال الدولة في 2019 بعام التسامح، بما يعزز مكانتها الريادية في تشجيع الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وتمتلك دولة الإمارات تاريخاً عريقاً في التعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية، حيث تأسست أول كنيسة كاثوليكية في الدولة بأبوظبي عام 1965، كما وجد علماء الآثار بقايا كنيسة ودير على جزيرة صير بني ياس يرجع تاريخهما إلى القرن السابع الميلادي.

وتوجد في دولة الإمارات حالياً 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة تبرعت الدولة لبعضها بأراضٍ لإقامتها.

Exit mobile version