سياسة

الإصلاح والحوثي وجهان للخراب والدمار


أصبح الكل يعي ويدرك أن العلاقة بين الإخوان وإيران تعمّقت منذ ثورة الخميني التي قام الإخوان بتهنئته بنجاح الثورة عبر استئجار طائرة خاصة ضمّت قيادات الجماعة من عدة دول، كما أن في أدبيات الإخوان يُنظر إلى إيران وتشيّعها على نحو متساهل بسبب منهج الجماعة القائم على إحسان الظن بالجماعات وعدم التدقيق في خلفياتهم العقدية، خاصة إذا كانوا في صراع مع عدو واحد تجدهم في خندق واحد، كما حدث في قمة الضرار التي عقدت في كوالالمبور بماليزيا.

لهذا نجد الإخوان وإيران يجمعهما تحالف الشر ورباط المصلحة والعلاقات المشبوهة، وهي ليست بحاجة إلى كشف أو توضيح لتأكيد عمق وتاريخ هذه العلاقة الإرهابية والشيطانية

في اليمن الشقيق خير مثال وأكبر دليل على هذه العلاقة بين إيران والإخوان، فما يحدث من تَلاقٍ بين الحوثيين والإصلاح هو أكبر تجسيد حي لهذه العلاقة وأكبر خيانة لليمن والعروبة، فالإصلاح والحوثي تلبسا بالإسلام ورداء الدين وهو منهما براء، جعلاه مطية ورفعاه شعارًا لاستدراج الشعب اليمني واستغفاله بمعاداة الغرب لبلوغ غاياتهما في الجثوم على الأرض والوصول إلى الحكم والسيطرة ونهب وسرقة الخيرات والمقدرات.

العلاقة بينهما أقوى عمقًا وأكبر ارتباطًا وأكثر تقاطعًا وأقرب التقاءً في الغاية واتحادًا في الهدف، وهي علاقة تخادم بافتعال الأزمات واستغلال الأحداث واستثمار الوقائع على الأرض والتشابه في الولاءات للخارج المعادي للعالم العربي والانتماءات المذهبية والأيديولوجية، ولم يعد خافيًا على المواطن البسيط التحالف الوثيق بين الحوثيين والإصلاحيين ودأبهم على تنفيذ أجندات سياسية واستعمارية لإيران وتركيا المعاديتين للعروبة والطامعتين في استعادة إمبراطوريتهما البائدتين وإلباس مطامعهما الاستعمارية بالدفاع عن العرب ومقدساتهم الإسلامية ومعاداة إسرائيل والتباكي على احتلالها لفلسطين.

لم تكن صدفة أن تطالب الإخوانية، توكل كرمان، قيادات حزب الإصلاح بتبديل تحالفاتهم على الأرض، وحثهم على التقارب مع جماعة الحوثي علنًا، كذلك في ظهور بعض القيادات الإصلاحية إلى جوار القيادات الحوثية في تعز، وهو ما يؤكد الخيانة للتحالف والتوافق بينهما في الكثير من المواقف.

فأنصار الشيطان والإخوان المتأسلمين جماعتان وحزبان سياسيان بامتياز ارتميا في أحضان إيران المجوسية وتركيا العلمانية استجداءً لدعمهما واحتماءً بهما، ولأن إيران وتركيا يريان فيهما القدرة على خدمة مشروعهما السياسي والاستعماري للتمدد في البلدان العربية، وهذا ما تعمل عليه تركيا في عهد أردوغان بدعم الحوثيين وتبني مشروعهم الاحتلالي لليمن الشقيق، بعدما أوكل إلى لفيف الإخوان في اليمن العبث والمتاجرة بالحرب وإطالة أمدها وبتسليم المناطق المحررة والعتاد والسلاح للحوثيين بانسحابات وهمية وهروب مفتعل من المواقع المحررة وتركها للحوثيين، وبتمويل كامل من دويلة الشر القطرية الداعمة للجماعتين نكاية بالسعودية ودول المقاطعة وخدمة لمشروع (الفوضى الخلاقة) منذ انطلاق الثورات العربية عبر ما أسمته الربيع العربي.

لا شك أن ما ينطبق على العلاقة الوثيقة بين الإخوان وإيران تعود بالمثل على العلاقة بين الإصلاح والحوثي لاسيما أن سجل حزب الإصلاح في اليمن مليء بالخيانة والانتهازية وتحالفاته لا تثبت على حال، ويتحرك وَفق أجندات خاصة، حتى لو كانت على حساب الوطن اليمني، فحالة الغزل بينهما تشكل سياسة البراجماتية التي تجيدها جماعة الإخوان عمومًا وإخوان اليمن بصفة خاصة؛ والذي يرتدي أكثر من قناع، ويتعامل بوجوهٍ عدةٍ مع أي صراع، كما يتعامل حاليا مع التحالف العربي من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى