“الإخوان”.. ماذا يريدون؟!
عندما يعلن الإخوان المسلمون أنهم اتخذوا قراراً بوقف العنف في مصر فإنَّ هذا يشكل اعترافاً واضحاً ومؤكداً بأنهم تنظيم إرهابي بالفعل، وأنهم بقوا يمارسون الإرهاب بأبشع أشكاله منذ اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق النقراشي باشا في الـ28 من ديسمبر عام 1948، حيث كان هناك تشكيل سري إخواني اسمه “النظام الخاص” هو الذي ارتكب تلك الجريمة المبكرة وارتكب جرائم كثيرة لاحقة من بينها محاولة اغتيال جمال عبدالناصر في حادثة “منشية البكري” الشهيرة في عام 1954 ولاحقاً اغتيال الرئيس محمد أنور السادات وسلسلة اغتيالات أخرى لا تزال مستمرة ومتواصلة.
ولعل ما يؤكد أن قرار “وقف العنف” هذا هو مجرد مناورة و”خدعة” وعلى غرار ما بقي يفعله هؤلاء، إن في مصر وإن في دول عربية وإسلامية متعددة، أنهم وفي الوقت ذاته قد دعوا إلى تشكيل “جبهة معارضة مصرية” في الخارج أغلب الظن أن مركزها سيكون إمّا في قطر أو في تركيا مما يعني أنهم وكعادتهم أصحاب “تقيَّة” وأنهم سيواصلون حربهم الإجرامية إن في “أرض الكنانة” في سيناء وإن في القاهرة نفسها وفي المدن المصرية الأخرى كلها وإن في الوطن العربي كله وفي كل مكان يوجدون فيه في العالم بأسره.
بعد هذا الإعلان بشقيه: “قرار وقف العنف في مصر (فقط) وقرار تشكيل جبهة معارضة مصرية في الخارج”، يجب انتظار موجة عنف غير مسبوقة، إن في سيناء وإن في الأراضي المصرية كلها وإن في هذه المنطقة بأسرها وفي خارجها أيضاً، والمشكلة أنه لا يمكن إلا اتهام قطر بأنها متورطة في هذا كله، إن سابقاً وإنْ لاحقاً وإنْ في المستقبل، طالما أنها تستضيف وفي الدوحة “الإخواني” الكبير الشيخ يوسف القرضاوي وعدداً كبيراً من القيادات والرموز الإخوانية ومن كل الملل والنِّحل، وطالما أنها تستضيف قادة حركة “طالبان” وتستضيف أيضاً، كما يشاع ويقال، “قادة جبهة النصرة” السورية وقادة التنظيمات الأكثر عنفاً في ليبيا الذين يقيم بعضهم في تركيا.
ثم ولأنه بات مؤكداًّ أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو بدوره أحد رموز التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وفقاً لما كان أعلنه هو بنفسه ومرات عدة فإنه غير مستبعد أن تكون “إسطنبول” هي مركز “جبهة المعارضة المصرية” هذه التي كان “الإخوان” قد دعوا لتشكيلها وفي اللحظة نفسها التي كانوا قد أعلنوا فيها وقف العنف في مصر ويقيناً أنَّ هذا إن هو حصل وهو سيحصل بالتأكيد فإن تركيا مقبلة على أيام مرعبة بالفعل فالعنف لا يمكن إلا أن يولد عنفاً ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن فصائل كردية–تركية باتت جاهزة لمثل هذا التحول من بينها حزب العمال الكردستاني-التركي الذي لم يُلق سلاحه إطلاقاً والذي لا يزال يقوده زعيمه ومؤسسه عبدالله أوجلان السجين منذ عام 1999 في أحد سجون إحدى الجزر التركية.
إنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها “الإخوان” رفضهم للعنف والإرهاب بينما كان “نظامهم الخاص” يواصل جرائمه واغتيالاته، والمعروف -إلا لمن لا يريد أن يعرف- أن الجرائم التي ترتكب في سيناء وفي مصر كلها جرائم “إخوانية” حتى وإن هي تحمل عناوين أخرى وهكذا وعندما يعلن هؤلاء أنهم قد اتخذوا قراراً بوقف العنف في مصر فإنه علينا أن ننتظر موجة غير مسبوقة منه إن في أرض الكنانة وإن في غيرها فهؤلاء أصحاب “تقيَّة” وهم دأبوا على أن يفعلوا غير ما يقولون والمؤكد أنهم قد شكلوا “جبهة المعارضة” هذه من أجل الذهاب بعيداً في “عنفهم” الحالي الذي سيجري نقله إلى خارج الأراضي المصرية!
نقلا عن “الرياض”